سلايدر

فى الذكرى الـ150.. كتاب جديد يوثّق لشهداء الثورة الشعبية الجزائرية

كتب –  أحمد سعيد

تزامناً مع الذكرى الـ150 للثورة الشعبية التي قادها الشيخ محمد المقراني، عام 1871م، وهو أحد قادة الثورات الشعبية التي شهدتها الجزائر في القرن التاسع عشر بعد الغزو الفرنسي للجزائر عام 1830، صدر الكتاب الجماعي «ثورة المقراني 1871م ودور الإخوة الرحمانيين»، للكاتب الصالح بن سالم، بمرافقة الدكتور محمد بن ساعو، أستاذ التاريخ بجامعة سطيف؛ حيث أبرز أحداثاً مهمة من تاريخ هذه المقاومة الشعبية الباسلة.

صدر الكتاب عن دار «خيال» للنشر بعد سنة كاملة من العمل المستمر، وتضمن نحو 31 دراسة باللغتين العربية والفرنسية، وشارك فيه 35 باحثاً يتوزعون عبر 16 جامعة جزائرية وفرنسية، كما تنوعت محاور الكتاب عبر 4 محاور أساسية، وهي «المقرانيون، الأسرة والإمارة»: «ثورة 1871م، أطراف ومشاهد»: «مخلفات وانعكاسات ثورة 1871م»، ثم «ثورة 1871م في الإسطوغرافيا المحلية والأجنبية والكتابات الجامعية».

يتضمن الكتاب 400 صفحة من الحجم الكبير، مهدى للمؤرخ الكبير يحيى بوعزيز رحمه الله، كما تكفل الفنان التشكيلي المبدع لحسن حداد بتصميم لوحة الغلاف، وقد حكّم الكتاب من قبل هيئة من الأساتذة.

تعرضت المنطقة التي يقطنها المقراني، لمجاعة كبيرة بين عامي 1867 و1868، وأودت بآلاف الضحايا من السكان الذين أعياهم المرض والجوع وقلة ذات اليد، كل ذلك أمام أنظار إدارة الاستعمار التي لم تحاول نجدة الأهالي، وهنا رأى المقراني أن سلطات الاستعمار لا تريد مصلحة الشعب.

بعد أن قدم المقراني استقالته من منصبه كباشا آغا للمرة الثانية في فبفري 1871. وإعادته شارة الباشا آغوية آنذاك إلى وزارة الحربية، عقد اجتماعات مع رجاله وكبار قادته ليبدأ في مارس من نفس العام، زحفه إلى مدينة برج بوعريريج على رأس قوة قدرت بـ7 آلاف مقاتل، قصد محاصرتها والضغط على الإدارة الاستعمارية الفرنسية الجديدة.

بعد تطبيق الحصار على مدينة البرج، انتشرت الثورة إلى مناطق الشرق الجزائري، فوصلت إلى مناطق مليانة وشرشال وجيجل والقل والمسيلة وبوسعادة، وغيرها من المدن والقرى، وهنا عمد المقراني إلى استمالة الشيخ الحداد وجماعة الإخوان الرحمانيين، وعن طريقه بدأت تعبئة السكان للجهاد.

أثبتت معارك المقراني وأنصاره من الإخوان الرحمانيين وأخيه بومرزاق، لقادة الاستعمار، توسع رقعة الثورة التي لم تكن محصورة، إنما وصلت إلى مشارف العاصمة.

ووصل عدد المجاهدين من أتباع الشيخ الحداد والإخوان الرحمانيين أكثر من 120 ألف مجاهد ينتمون إلى 250 قبيلة، في الوقت الذي استطاع المقراني تجنيد 25 ألف فارس من قبائل مختلفة، وحققت الثورة انتصارات كبيرة أخافت الإدارة الاستعمارية، وأصبحت تشكل خطرا على مصالحها ومستوطنيها في المنطقة.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى