منوعات

ظاهرة الشرق.. الشيخ ياسين التهامي

بيجاد سلامة

ولد ياسين التهامى فى 6 ديسمبر 1949، بقرية الحواتكة بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، ابن لبيئة دينية عرفت بالتصوف والعناية بالنشيد الصوفي، وقد حفظ القرآن الكريم صغيرًا لكنه لم يكمل دراسته الثانوية بالأزهر الشريف، وبدأ حياته بالإنشاد الديني في الموالد والحفلات الدينية بقرى ونجوع الصعيد حتى سطع نجمه في منتصف السبعينيات ليصبح نجم الإنشاد الديني الأول في مصر.
وامتدت شهرة ياسين خارج مصر والعالم العربي؛ فأحيا حفلات في لندن وباريس وفي ألمانيا وهولندا وأسبانيا وفنلندا وغيرها من العواصم والدول الأجنبية، خاصة في مهرجانات الموسيقى الروحية.
حتى أن الصحف الأسبانية صرحت بأنه: “ياسين العظيم ظاهرة الشرق” كما نشرت مجلة نصف الدنيا مقال بعنوان “ظاهرة في مصر اسمها ياسين التهامي”.
وأهم ما يميز التهامى إحساسه بالقصائد وهو إحساس عال نشأ لديه بحكم نشأته في بيئة صوفية متعلمة كما أنه أثناء إنشاده يقدم حالة فنية متكاملة فيه الصوت والكلمة واللحن والآداء المسرحى والزى الشعبى المتمثل في العمامة التى تميز منطقتى شمال سوهاج وأسيوط كلها.
ويمتلك ياسين طاقة ومساحة صوتية هائلة أغرت باحثًا أمريكيًا مثل “مايكل فروشكوف” بتخصيص دراسة كاملة عن أدائه الصوتي، ودفعت المستشرق الألماني “كولن” إلى أن يفرد له قسما مستقلا في كتابه عن الموسيقى الشرقية؛ باعتباره مرتجلا لنغم صوفي جديد من دون تعليم أو دراسة أكاديمية.
لذلك كان أول ما وصفته به هيئة الإذاعة البريطانية في حلقة خاصة أنه “صاحب صوت إنساني فضفاض يستوعب أي إنسان على اختلاف لغته وموسيقاه”، وبعد أن أحيا ليلة كاملة في مهرجان الموسيقى الروحية الذي تستضيفه العاصمة البريطانية لندن كل عام، علق بعض الحضور بأن “صوته وألحانه تفتح في النفوس طرقًا من النور والإيمان”، واختصر مقدم الحفل ليلتها كلمته قائلا: “ياسين شيء مختلف لا نستطيع تقديمه؛ لذا فمن الأفضل أن نتركه يقدم نفسه من خلال غنائه وموسيقاه وشكل أدائه الذي يشبه البوح”.
ولأنه ولد وتربى في أجواء التصوف وشب على حلقات الذكر، جاء معظم إنشاد ياسين من قصائد وأشعار المتصوفة التي تربطه بها علاقة عشق ووجد، وممن أنشد لهم ياسين عبدالقادر الجيلاني وعبدالكريم الجيلي والحلاج ومحيي الدين بن عربي وأبومعين الغوث وعمر بن الفارض.. وغيرهم من أقطاب الصوفية أو أصحاب الطلة والروح، وهو ما يناسب الإنشاد الديني في الموالد وحلقات الذكر. ولهذا يكثر في إنشاد ياسين المعاني والمصطلحات الصوفية التي يرفضها الفقهاء وعلماء الدين، ويرون فيها أنها تدعو إلى وحدة الوجود أو تقديس الأولياء وأهل البيت والاستغاثة بهم وطلب العون منهم والمدد.
شاهد أيضًا..

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى