منوعات

قصة شارع.. قصة زكريا أحمد ملحن أم كلثوم 

كتب: بيجاد سلامة

هو زكريا أحمد حسن صقر ولد بالقاهرة في 6 يناير 1896م. وألحقه والده بكتاب الشيخ “نكلة” القريب منه، ثم ألحقه بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم بقراءاته السبع، ونبغ في دراسة الفقه والنحو والصرف.

خاض تجربة التلحين للمسرح لأول مرة في 1916 إذ قدم ألحانه مجانًا لعرض (فقراء نيويورك) الذي قدمته فرقة مسرحية من طلبة هواة ضمت الممثلين حسين رياض وحسن فايق.

وقد بدأ مسيرته الفنية في بطانة فرقة الشيخ إسماعيل سكر للإنشاد الديني، ثم انتقل إلى فرقة الشيخ علي محمود، وفي إحدى حفلاتها توثقت علاقته بالشيخ سيد درويش.

وفي عام 1923 اتجه بعد ذلك إلى تلحين “الطقاطيق” الذي يعد من رواده؛ فقد أضاف إليه الكثير ونقله من الجملة اللحنية الواحدة والمقام والإيقاع الواحد إلى جمل عدة في أكثر من مقام وإيقاع، غير أنه في بدايته استغل هذا القالب في تلحين أغان اتهمت بالخلاعة، مثل “أرخي الستارة اللي في ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا”، التي لعنته الصحف بسببها ووصفته بأنه من دعاة الخلاعة والفساد. وقد تغنت بهذه الأغنية منيرة المهدية ونعيمة المصري.

ويعتبر هو أول من لحن للسينما المصرية في أول فيلم غنائي مصري، كما يحسب له إدخال الجمل الكلامية أثناء الغناء في عمله “قوللي ولا تخبيش يا زين” الذي غنته أم كلثوم في فيلم “سلامة”.

كما أنه أستطاع إحياء الكثير من الأوزان العربية غير المستخدمة في الألحان مثل أغنية “بعد ما ضحيت حياتي في الغرام” لصالح عبد الحي، وطور شكل الأغنية القصيرة إذ أرشد كلا من محمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب إلى التحرر في معالجة هذا اللون الغنائي في الأفلام والمسرحيات.

توقف زكريا أحمد نهائيًا عن تلحين الأغاني الخليعة، وفي عام 1931 بدأ التلحين لأم كلثوم، وتجلت عبقريته في تلحين الأغاني بعد مشوار طويل مع المسرح الغنائي، فجميع أغانيه لأم كلثوم تعتبر إضافات جديدة للموسيقى العربية، فقد جدد قالب الطقطوقة وحطم القيود التي جعلتها مملة ورتيبة، كما جدد ألحان المنظومة باللغة الفصحى، ولحن لها عدد من الأغاني الكلاسيكية الطويلة مثل “أنا في انتظارك، حبييي يسعد أوقاته، أهل الهوى”

عاد مرة أخري لتجربة التلحين المسرحي عام 1924 في عرض (دولة الحظ) الذي قدمته فرقة علي الكسار بعد رحيل فنان الشعب سيد درويش الذي تميز في هذا المجال. وكان آخر ألحانه للمسرح عرض (عزيزة ويونس) تأليف بيرم التونسي في عام 1945.

الحقيقة أن نهر الشيخ زكريا الذي لا ينضب من الألحان البديعة والغنية جعل بعض النقاد يقولون بأن الشيخ زكريا كان يخيف الملحنين الآخرين، فألحانه تفيض فيضا تلقائيا لا تصنع فيها ولا تكلف، ويتلقاها الجمهور دائمًا بالإعجاب.

توفي زكريا أحمد في 15 فبرابر 1961 بالقاهرة، بعد حياة حافلة بالعطاء والإبداع الفني.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى