سلايدرمنوعات
أخر الأخبار

قصة شارع.. تعرف على باعث الفوكلور في مصر يعقوب أرتين

كتب: بيجاد سلامة

هو يعقوب أرتين تشراكيان، ولد عام 1842، تعود أصوله إلى الجالية الأمنية التي استوطنت مصر في زمن مضى، وأسهمت بشكل كبير في الحياة السياسية والثقافية.

شغل يعقوب أرتين منصب وكيل نظارة المعارف المصرية منذ عام 1884 وحتى عام 1906 وقام بدور كبير وبارز في مجال التعليم، حيث أمتلك رؤية مختلفة وعَصرية للمنظومة التعليمية المصرية حيث عمل على أن تهتم المَدارس بتعليم اللغات الأجنبية، وأن تركز مناهجها الدراسية على الكيف لا الكم، كما كان من أوائل الداعين لإنشاء جامعة مصرية.

أما عن اتجاهاته السياسية فيصعب تحديدها لأنه أقام علاقات ودية مع الخديو وكبار الموظفين وإنجلترا وفرنسا والباب العالي. وكان دائماً يخفي بأسلوبه وجهات نظره حول المسائل الحساسة ولا يتهور بتصريحات حماسية أو مثيرة.

أما عن اتجاهات الثقافية، فقد كانت إسهاماته جديرة بالالتفات إليها وتقييمها ووضعها في السياق العام لتطور الثقافة المصرية، وتجدر الإشارة إلى أنه قد اشتهر بعملين كبيرين هما “القول التام في التعليم العام” الذي كتبه بالفرنسية وطُبع في باريس عام 1890، كتاب “الأحكام المرعية في شأن الأراضي المصرية” بالفرنسية أيضًا، وطبع بالقاهرة 1908.

وهو من أوائل من كتبوا الأدب العربي باللغة الفرنسية، من بين أعماله “الممتلكات العقارية في مصر، حكايات شعبية، 16 حدوتة، حكايات شعبية سودانية”

والباحثون في الآداب العربية الناطقة بالفرنسية يرون أن يعقوب أرتين هو باعث الفولكلور في مصر، وليس هذا غريبًا على رجل اهتم بعلوم المصريات والتاريخ العربي وتوغل في علوم الاجتماع المتعلقة بالشعوب العربية، فراح يجمع الحواديت الشعبية التي فتنته موضوعاتها كثيرًا، وكان يستقيها من أفواه الناس مباشرة ويدونها.

لذا، فإن الرحلات الطويلة التي قام بها إلى الصعيد، والنوبة، والسودان، لم تكن من أجل المتعة، بقدر ما كانت من أجل التعرف على ما يورده الناس من حواديت توارثوها أبًا عن جد.

وبعد حياة حافلة بالعطاء في مجال الإدارة والثقافة والتعليم المصرية، توفي يعقوب أرتين عام 1919.

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى