سلايدرمنوعات
أخر الأخبار

قصة شارع.. الأغا الذى ربى الخديو إسماعيل

كتب – بيجاد سلامة

كان خليل أفندي أشهر أغا أغوات زمانه، فقد كان كبير أغوات الوالدة باشا “هوشيار قادين” زوجة “إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا” والي مصر، وكان مقربًا منها والتي جعلته مربيًا لولدها إسماعيل.

والأغا كلمة تركية تطلق على الرئيس أو القائد، كما تطلق على الخصي أسمر البشرة الذى يؤذن له بدخول غرف النساء. وكان خليل أفندي دائمًا ما يرتدي الزي الرسمي الذي اختاره الخديو إسماعيل له، وهو البدلة الاسطنبولي السوداء وكانت بأزرار مغلقة، وقميص أبيض، ويعلو رأسه الطربوش الأحمر القصير وفي قدميه حذاء من جلد الفرنيه الأسود.

وعندما تولى إسماعيل حكم مصر عام 1863، قام بتوليته المهام الكبار، منها منصب كبير المشرفين على الأمور الخاصة للخديوي، أو كما كان يطلق عليه “البشكرجي”، وقد كان هذا المنصب غير منتشر في مصر قبل أن يشغله خليل أفندي أغا.

بالإضافة إلي أنه كان ناظر السرايات، وكان مشرفًا على أفراح أبناء الخديو إسماعيل، وفى عام 1869م كلفته هوشيار هانم بمباشرة أعمال بناء مسجد الرفاعى.

وكانت شهرة الأغا منتشرة في ربوع مصر، وانتشرت الشائعات بين عامة الشعب التي تؤكد أنه هو من يحكم مصر، وأن مقاليد الحكم بيديه، ووصل الأمر إلى أن وزراء هذا الزمان كانوا يقّبلون يديه كنوع من إظهار الولاء له معتقدين أن التودد لخليل أغا هو الضامن الوحيد لبقائهم في مناصبهم، ولنفوذه الكبير وكلمته النافذة في الدوائر الحكومية كانوا يعتبرونه صاحب اليد العُليا في المحروسة بعد الخديو إسماعيل.

وقد بلغ نفوذ خليل أغا إنه كان يتوسط ليصلح بين زوجات الخديوي إسماعيل ومحظياته عند حدوث خلاف أو شقاق بينهن.

كان خليل أغا من رواد الداعين إلى التعليم الأهلي بعيدًا عن التعليم الأميري الحكومي الذى تقدمه الحكومة فى مدارسها إذ أنشأ جهة المشهد الحسينى مدرسة لتعليم الأيتام وأوقف عليها الأوقاف الجزيلة ليخلد بها اسمه وذكراه، فأنشأ مدرسة في ديسمبر عام 1869 بجوار المسجد الحسيني بالجمالية، بغرض إيواء الفقراء والقادمين إلى القاهرة والأيتام حيث تصرف لهم الأموال والإعانات والمأكل والملبس ورعايتهم، وكذلك الكتب والأدوات الدراسية والتعليمية، وتعين لهم المدرسين.

وكان التلاميذ والوافدون للتكية ومدرسة خليل أغا يحفظون القرآن الكريم ويدرسون صحيح الدين الإسلامي والقواعد النحوية والخط العربي وكذلك اللغة التركية.

وقد تحولت المدرسة والتكية بعد ذلك إلى مدرسة ابتدائية عام 1905 وأنشئ بها قسم للتعليم الثانوي لتدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، وظل التدريس بها باللغة الإنجليزية إلى أن ألغى ذلك القسم لصعوبة توافر المدرسين ووزع التلاميذ على المدرسة الخديوية ومدارس أخرى.

وفي عام 1921 بدأ إنشاء مبناها الجديد بشارع الجيش بالعباسية، والتي انتقلت إليه في 29 يناير 1928، حيث أفتتحها الملك فؤاد الأول في حفل أقيم بفناء المدرسة التي بنيت على الطراز السلطاني والسرايات والقصور الخديوية والملكية، وفى عهد الملك فاروق في سنة 1946، تحولت المدرسة فى نظامها التعليمى من الدراسة الابتدائية إلى الدراسة الثانوية.

تخرج من مدرسة خليل أغا خلال القرن العشرين مشاهير ونجوم وأدباء وكتاب كبار، يأتي في مقدمتهم “الزعيم محمد فريد، والموسيقار زكريا أحمد، والأديب إحسان عبد القدوس، والكاتب محمد حسنين هيكل، والفنان محمد عوض والصحفي طارق فودة، والكابتن إبراهيم شراب والدكتور محمد رجائي الطحلاوي والدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى