كتب – جمال المراغى
بات لدى بقية مدن مصر حق عند الكاتب الصحفي طارق الطاهر وصندوق التنمية الثقافية في استقبال معرضًا فريدًا يوثق لبعض من سيرة روائي نوبل المصري الأوحد عبر إهداءات الكتب التي احتفظ بها في مكتبته تارة، ووثائق من ملفه الوظيفي تارة أخرى والبقية تأتي، أسوة بالثلاث محافظات التي شاركت في شهر ميلاد محفوظ، ديسمبر، من معرض في القاهرة، إلى معرض تليه ندوة في الإسكندرية، وصولًا لنهاية الاحتفاء بذكرى ميلاد محفوظ رقم 110 في بورسعيد بمعرض وندوة.
بعد جولة في مكتبة مصر العامة ببورسعيد استعرض خلالها الطاهر اللوحات التي تحمل نسخًا من بعض إهداءات كتب مكتبة نجيب محفوظ وحاول خلالها توضيح بعضًا مما توصل إليه بتحليل يضيف للسيرة المحفوظية، استكمل حديثه في بداية الندوة التي تلت المعرض ببعض تفاصيل من كتابه “تاريخ جديد للسيرة المحفوظية” وما توصل إليه عن حياة نجيب محفوظ وإبداعاته، وذلك بعدما استهل الكاتب أسامة كمال الحديث عن نجيب محفوظ وأنه ليس مجرد أديب وإنما روح نلتف حولها ونتعلم منها، وعن مدرسة اسمها أخبار الأدب قدمت نموذجًا يُحتذى به في تناول نجيب محفوظ ومن بينهم طارق الطاهر الذي حصل على جائزة دبي للصحافة الثقافية عن موضوعه حول الفترة التي قضاها محفوظ رئيسًا للرقابة.
وواصل الطاهر حديثه عن بعض خطواته التي خطاها في درب السيرة المنقوصة لنجيب محفوظ، وجديدها الذي نُشر مسلسلًا في جريدة “المصري اليوم” ويتضمن قضية في مجلس الدولة استطاع بشكل ما التوصل لتفاصيلها، كما توقف عند القرار الجمهوري الوحيد لجمال عبد الناصر في الدولة المصرية الذي يصدر بالاسم المفرد لشخص وحدث ذلك عندما تولى محفوظ جهاز السينما وصدر القرار باسم نجيب محفوظ وهو اسمه وحده “اسم مركب”، وذلك تقديرًا له.
وهكذا اتفق الاثنان على الوسيلة وكان لكل منهما غايته، فكان بن بطوطة يرحل من بقعة لأخرى لاكتشاف الجديد عن كل مكان يحط به ثم يصوغ وصفه في مخطوطاته، بينما بدأ الطاهر الترحال بين مدن مصر يعرض على من تيسر له من أهلها ما توصل إليه من وثائق ومقتنيات ورقية تكتشف الجديد في سيرة أهم روئي مصري وعربي، بلغ محطته الثالثة بورسعيد في انتظار المزيد من الاكتشافات والمحطات والمعارض.
