سلايدرمصر

ليلة سقوط كابول.. قلق باباوي وتحركات روسية بريطانية

فرضت الأحداث المتلاحقة بأفغانستان نفسها على الساحة الدولية ما دفع بعض القادة للتحرك سريعا كمحاولة لتلافي آثار سقوط كابول بقبضة طالبان.

وباتت حركة طالبان، الأحد، على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في أفغانستان بعد هجوم خاطف باشرته في مايو وأوصلها إلى أبواب كابول، حيث تلقى مسلحوها أوامر بعدم الدخول إلى العاصمة.

بل بادرت الحركة بإطلاق “رسائل طمأنة” لسكان العاصمة الأفغانية قبل تسلمها كابول “سلميا” من الحكومة.

وزارة الداخلية الأفغانية بدورها أكدت الأحد، أن العاصمة كابول لن تتعرض لهجوم ونقل السلطة سيتم سلميا.

من جانبه، أكد مسؤول أمريكي أن جميع أعضاء فريق بلاده في كابول يعملون الآن من مقر مطار العاصمة، مشيرا إلى أن أقل من 50 موظفا في السفارة الأمريكية سيظلون بالعاصمة في الوقت الراهن.

أما حلف شمال الأطلسي “الناتو”، فقد أعلن عن نقل دبلوماسيين أوروبيين إلى أماكن سرية وآمنة في العاصمة الأفغانية كابول وسط حالة من الهلع مع الإعلان عن تقدم طالبان.

وأغلقت ألمانيا سفارتها في العاصمة الأفغانية اليوم في ظل زحف وتقدم جماعة طالبان هناك، وذلك بحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية الألمانية.

وأعلنت الوزارة في بيانها اليوم أن الوضع الأمني في أفغانستان تردى بشكل مأساوي، وناشدت جميع المواطنين الألمان هناك مغادرة البلاد.

وبحسب معلومات مجلة “شبيجل” الألمانية، تم إخلاء السفارة بالفعل.

مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أكد بدوره أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان، حيث باتت حركة طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة.

وقال المسؤول زامير زابولوف لوكالات أنباء روسية “نعمل على ذلك”، مؤكدا أن اجتماعاً سيُعقد قريباً.

وأكد زابولوف لوكالات أنباء روسية أن روسيا من الدول التي حصلت على ضمانات من جانب طالبان بشأن أمن سفاراتها.

وأضاف: “لا إجلاء مرتقبا” للبعثة الدبلوماسية الروسية من أفغانستان.

وروسيا هي إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين.

ويعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوة البرلمان المعلق حاليا بسبب العطلة الصيفية لعقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع لمناقشة الوضع في أفغانستان.

ودفع قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من أفغانستان بعد 20 عاما من التدخل، الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي بما فيها بريطانيا، إلى أن تحذو حذوها. لكن لندن وجهت انتقادات صريحة إلى حليفها الأمريكي في الأيام الأخيرة.

ونقلت وكالة “برس أسوسييشن” وقناة “سكاي نيوز” عن مصدر في رئاسة الوزراء أن محادثات تجري مع رئيس مجلس العموم ليندسي هويل لتحديد اليوم الذي سيُدعى فيه النواب الى الاجتماع، على خلفية دعوات رئيس الحكومة للتدخل إزاء التقدم السريع لطالبان.

وطلب زعيم المعارضة البريطانية كير ستارمر، انعقاد البرلمان حتى توضح الحكومة “كيف تنوي العمل مع حلفائها من أجل تجنب أزمة إنسانية وعدم العودة إلى الوقت الذي كان المتطرفون يستخدمون أفغانستان قاعدة”.

وأدان ستارمر “صمت الحكومة بينما تنهار أفغانستان، وهو أمر ستكون له عواقب واضحة بالنسبة إلينا في المملكة المتحدة” معتبرا أن الأولوية يجب أن تكون لإجلاء “جميع الموظفين البريطانيين”.

ودفع تقدم طالبان لندن إلى الإعلان مساء الخميس عن إرسال حوالى 600 جندي في الأيام المقبلة لإجلاء رعاياها من البلاد.

وبحسب صحيفة “صنداي تايمز” نقلا عن مصادر حكومية، تعتزم المملكة المتحدة نقل سفيرها لوري بريستو وجميع موظفيها إلى خارج كابول خلال هذه العملية، دون الإبقاء على أي وجود دبلوماسي في العاصمة الأفغانية.

وقال أحد المصادر: “ليس لدينا ثقة في أن طالبان ستحترم تعهداتها”.

وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة بـ”عدم إدارة الظهر لأفغانستان” التي تواجه تقدم طالبان، داعيا الدول الغربية الى العمل مع كابول لتجنب “أن تصبح (البلاد) مجددا تربة (خصبة) للإرهاب”.

وأعلن جونسون عبر قنوات تلفزيونية بريطانية إثر اجتماع أزمة حكومي، أن بلاده تعتزم “ممارسة الضغط” عبر القنوات الدبلوماسية والسياسية، مستبعدا حتى الآن فرضية “حل عسكري”.

أما البابا فرنسيس فقد أبدى “قلقه” حيال الوضع في أفغانستان داعيا إلى “الحوار” لحلّ النزاع.

وقال الحبر الأعظم أثناء صلاة التبشير الملائكي التقليدية من ساحة القديس بطرس: “أنضمّ إلى القلق الجماعي حيال الوضع في أفغانستان” داعياً إلى الصلاة “من أجل وقف المعارك وإيجاد حلول على طاولة الحوار”.

وأضاف “بهذه الطريقة فقط سيتمكن شعب هذا البلد، من رجال ونساء وأطفال ومسنين، من العودة إلى الديار والعيش بسلام وأمان، في ظل احترام متبادل”.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى