صورة وتعليق
أخر الأخبار

مسجد السلطان حسن.. روعة العمارة

وصفه المستشرق جاستون فييت بأنه "الوحيد بين جوامع القاهرة الذي يجمع بين قوة البناء وعظمته، ورقة الزخرفة وجمالها

كتب – بيجاد سلامة
تصوير – مصطفي سعيد
يعد المسجد أكثر آثار القاهرة تناسقًا وانسجامًا، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكيّة.
أنشأه السلطان حسن بن محمد بن قلاوون، بدأ البناء في سنة 1356م، وقتل السلطان قبل انتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد.
– تكوين المسجد
يصف المستشرق الفرنسي جاستون فييت هذا الأثر الخالد بقوله: “هذا الجامع هو الوحيد بين جوامع القاهرة الذي يجمع بين قوة البناء وعظمته، ورقة الزخرفة وجمالها، وأثره قوي في نفوسنا؛ إذ له خصائصه التي لا يشترك معه فيها غيره”.
ويقول “جومار” في كتاب وصف مصر: “إنه من أجمل مباني القاهرة والإسلام، ويستحق أن يكون في الرتبة الأولى من مراتب العمارة العربية بفضل قبته العالية، وارتفاع مئذنتيه، وعظم اتساعه وفخامة وكثرة زخارفه”.
ويأخذ المسجد في بناءه طراز المساجد الفارسية حيث يمكن للنظار استيعاب مساحته من أي زاوية، وتوجد نقوش محدودة على جدران البناء مثل شريط الجس الموجود في الإيوان الشرقي وقد كتب عليه جمل بالخط الكوفي: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا، ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطًا مستقيمًا، وينصرك الله نصرًا عزيزًا، هو الذى أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليمًا حكيمًا ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزاً عظيماً».
وصحن المسجد على هيئة مربع تقريبًا، طوله 34.60 متر وعرضه 37.5 متر، الأرضية مفروشة بالرخام، في المركز تمامًا فسقية للوضوء تعلوها قبة خشبية تقوم على ثمانية أعمدة.
ويغطي منبر المسجد بالنحاس المشغول، وكذلك يوجد زخارف نحاسية وخشبية على باب المدرسة الخلفية والباب المركزى على النافذة المؤدية إلى قبة المسجد، وتوجد الزخارف أيضًا أمام المحراب العميق المزخرف بالرخام الملون على جانبية لوحتان نقش عليهما: «جدد هذا المكان المبارك حسن أغا خزيندار الوزير إبراهيم باشا بيد الفقير محمد سنة ١٠٨٢هـ».
ويحيط بالصحن أربع مدارس للمذاهب الأربعة تعد مساجد صغيرة محدقة بالجامع الكبير، وتتكون كل مدرسة من إيوان وصحن تتوسطه فسقية، وتحتوي كل مدرسة على ثلاثة طوابق تشتمل على غرف الطلبة والدرس، ويطل بعضها على صحن المدرسة وبعضها الآخر يطل على الواجهات الخارجية، وتعد المدرسة الحنفية أكبر المدارس؛ إذ تبلغ مساحتها 898 مترا.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى