سلايدرمصر

فى رحاب الحرم المكى.. «رابطة العالم الإسلامى» تجمع بين سنة وشيعة العراق

كتب – أحمد سعيد
احتضنت الرحاب الطاهرة في مكة المكرمة ملتقى تاريخيّاً، جمع المرجعيات الدينية العراقية كافة ذات الثقل والتأثير في المشهد العراقي، استجابة لدعوة الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، سعياً لتأكيد وحدة الكلمة، وموقف الجميع الرافض لخطاب الطائفية والكراهية والصدام.

أصدر المشاركون في الملتقى بياناً ختاميّاً، أكدوا فيه تعزيز قيم التعايش السلمي والحوار الحضاري، ومواجهة التطرف والعنف عالميّاً، وفي العراق خاصة.

وشدَّد البيان الختامي للملتقى على ضرورة تفعيل وثيقة مكة المكرمة، وفتح قنوات الحوار البنَّاء والتواصل الإيجابي بين العلماء لمعالجة القضايا المستجدة والأزمات المتجددة، وأن يكون هذا الملتقى نواة لتبني هذه القنوات.

كما دعا المشاركون إلى إشاعة القيم المشتركة التي جاءت بها الشريعة الإسلامية لبناء الوطن، وتحقيق المواطنة، من خلال بث روح التسامح والتعايش السلمي والاحترام المتبادل والاعتدال والوسطية، ونبذ التطرف والغلو.

وأكد المشاركون أن الأولوية في الخطاب الديني والإعلامي تكون بتأكيد كلمة التوحيد ووحدة الكلمة، وحفظ هوية الوطن، والحرص على بنائه، ورفض الإرهاب، وإدانة العنف بكل صوره، إضافة إلى الاهتمام بفقه السلم؛ ليسهم في بناء مجتمع صالح، يقوم على التعايش والسلم المجتمعي.

وطالبوا بترشيد الفتاوى الدينية بما يحقق مقاصد التشريع في حفظ الضرورات الخمس، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، بما يحافظ على المشتركات الإسلامية والإنسانية.

وأوصى البيان بإنشاء هيئة للتواصل الحضاري بين المذاهب والأديان التي تتألف منها المجتمعات الإسلامية، وإنشاء لجنة تنسيقية مشتركة، تجمع المرجعيات العراقية ورابطة العالم الإسلامي؛ لمتابعة المبادرات الناتجة من هذا الملتقى، وتفعيل أي مبادرات قادمة، والتنسيق فيما بينها، وما تتبعه من فعاليات ونشاطات، تحقق أهدافه المرسومة.

وقال العيسى: «في هذه الرحاب الطاهرة؛ حيث القبلة الجامعة بمكة المكرمة، يلتقي إخوة الدين، إخوة الرسالة والقيم والأهداف.. جاؤوا من بلد عزيز، تجذَّر في الرسوخ مجده، وتخلد في فصول التاريخ ذكره، من عراق العروبة والإسلام والإنسانية، عراق التنوع، والتعدد بأنموذجه الحضاري الملهم.. جاءت بهم فضائل الإسلام بنفحات أُنسها، ونبل مقاصدها، وهم الكوكبة العلمية بما تمثله في فضــائها الرحب والحاضن من مرجعية تستحق من الجميع التقدير والحفاوة والتثمين».

وخاطب كبار العلماء والمرجعيات الدينية العراقية قائلاً: «نعم؛ كل علم وفكر يجمع ولا يفرق، ويؤلف ولا ينفر؛ فهو علم نافع يُحفل به، وأنتم أحق به وأهله، وما اجتمعت هذه الأرواح المتآلفة براسخ علمها وفهمها إلا تيمناً وأُنساً بنفحات الرحاب الطاهرة التي تشرفت المملكة العربية السعودية بخدماتها المشهودة، كما تشرفت ببذل المساعي لما فيه خير الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء؛ فأجزل الله المثوبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود على ما قدَّما، ويقدمان من ذلكم الخير وغيره، حفظهما الله وزادهما توفيقاً وتسديداً».

وأكد المشاركون أن من أجمل التعابير التي وصفت بها الأمة الإسلامية أنها أمة وسط كما في القرآن الكريم، وأن الوسطية تحتاج إلى جهد وسلوك وعمل وجرأة في اتخاذ المواقف المعتدلة، وإذا كان الاختلاف حقيقة فالطريق فيه يحدده القرآن الكريم للأمة الوسط الذي يعني التميز والتمدد والانفتاح على الآخرين.

وشهد ختام الملتقى تكريم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، من قِبل المرجعيات الدينية العراقية على مبادرته بالدعوة لعقد هذا الملتقى، وجهوده في التقريب بين المذاهب والمرجعيات، وترسيخ قيم الأخوة ونبذ الكراهية.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى