منوعات

حكاية الجيش المصرى قديمًا وحديثًا مع القدس

كتب – محمد إمام

المعروف تاريخيا أن جيش مصر خير أجناد الأرض قد خاض حروب طاحنة من أجل فلسطين، خسرت فيها أم الدنيا 150 ألف شهيد وتسببت في تبعات إقتصادية لازالت مصر تعاني منها حتى اليوم؛ غير أنه هذه هي تضحيات العصر الحديث فقط، بينما هناك تضحيات جسام قدمها خير أجناد الأرض عبر آلاف السنين.

وقال الدكتور أحمد الأنصارى أستاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآداب جامعة سوهاج، ووكيل كلية الآداب، فى منشور له عبر الفيس بوك ان المصريين حرروا القدس سبع مرات؛ على النحو التالي:

تأسست مدينة القدس لأول مرة في الألفية الثانية قبل الميلاد تحت اسم إيبوس، أورسالم، ثم أطلق عليها في القرن الحادي عشر قبل الميلاد اسم مدينة داوود أورشليم، ثم إيلياء، بيت المقدس سنة 620 ميلادية، ثم القدس الشرقية سنة 1948 ثم أورشليم القدس سنة 1967؛ وقد كانت حروب التحرير كما يلي:

1- في عام 1582 قبل الميلاد وتحديدا في عصر الأسرة المصرية السابعة عشرة، تحرك الملك المصري أحمس بجيش من أهل صعيد مصر ليحرر الدلتا من الاحتلال الهكسوسي البغيض ثم طاردهم إلى أن وصلوا إلى مدينة “شاروحين” في جنوب “غزة”، وواصل خير أجناد الأرض بقيادة أحمس مطاردتهم حتى حرروا القدس من دنسهم ثم سائر فلسطين ولبنان والأردن وسوريا، وأعادوهم إلى كهوفهم؛ فكان الصعايدة أول من حرر القدس في التاريخ.

2- في عام 1459 قبل الميلاد خان اهل كنعان العهد مع المصريين؛ واستدعوا دول أجنبية وعلى رأسهم ملك قادش وسلموهم القدس، فانتفض جيش مصر مجددا تحت قيادة ملكهم (تحتمس الثالث) واندلعت معركة مجدو في 1457 قبل الميلاد، وقد صنفت كأشرس معركة حربية في العصر القديم، وانتصر فيها خير أجناد الأرض انتصارا ساحقا ليحرروا القدس للمرة الثانية.

3- مرة أخرى خان أهل كنعان أهل الكنانة وسلموا القدس للحيثيين؛ فانطلق جيش مصر مجددا بقيادة ملكهم رمسيس الثاني؛ فحرروا القدس وفلسطين كلها، ولاحق المصريون جيوش الحيثيين الذين كان يقودهم الملك مواتيلي الثاني، حتى التقى الفريقان في معركة قادش بسوريا 1274 قبل الميلاد، وانتصر خير أجناد الأرض، ووقعت أول معاهدة سلام في التاريخ.

4- قبل أن يوارى رمسيس الثاني الثرى، تجمعت شعوب البحر وقبائل الماشوش وتحالف معهم الكنعانيون، وسقطت القدس مجددا، وقرر الخائنون والغزاة غزو أم الدنيا للخلاص نهائيا من المصريين، إلا أن خير أجناد الأرض كان لهم رأي آخر بقيادة مليكهم الجديد رمسيس الثالث؛ ليقضوا نهائيا على الغزاة ويحرروا القدس للمرة الرابعة سنة 1200 قبل الميلاد.

5 – في القرون الوسطى وفي عهد الفاطميين سقطت القدس في يد الفرنجة؛ واستسلم أهل الشام للغزاة لعقود طويلة، وبمجرد أن وصل الكردي صلاح الدين الأيوبي لحكم مصر، ألح عليه المصريون لتحرير ديار المسلمين من الفرنجة، وبعد تردد استجاب صلاح الدين وقاد أربعين ألف مقاتل من خير أجناد الأرض؛ لتلتقي جيوش الفرنجة التي بلغ عددها 120 ألف مقاتل بالجيش المصري الأقل عدة وعددا في معركة حطين ( 4 يوليو 1187م) لينتصر خير أجناد الأرض انتصارا ساحقا، ليتم تحرير بيت المقدس للمرة الخامسة على يد خير اجناد الأرض.

6- في عام 1258م سقطت العراق والشام بما فيها القدس في يد المغول بعد أن استسلم الجميع لجحافل الغزاة، إلا خير أجناد الارض الذين أبوا الاستسلام وقرروا مواجهة المحتلين رغم ظروفهم القاسية، فقد كان الصراع بين المماليك قد بلغ أشده، وكان الجيش المصري مرهقا بعد خوضه لحرب ضروس مع الفرنجة في دمياط والمنصورة انتهت بانتصار خير أجناد الأرض، وأسر ملك فرنسا لويس التاسع ومعه عشرات الآلاف من الفرنجة والسوريين، الذين تحالفوا للقضاء على مصر فقضى عليهم خير أجناد الأرض. كانت الخزينة المصرية خاوية وعدد المقاتلين قليل مقارنة مع جيوش المغول ورغم ذلك ارتفعت الهتافات من جموع المصريين بالأزهر الشريف تطالب السلطان سيف الدين قطز بملاقاة العدو؛ فاستجاب السلطان المملوكي لرغبة الشعب المصري محملا إياه النتائج؛ وتحرك خير أجناد الأرض في جيش قوامه 80 ألف مقاتل، بينما كانت جيوش المغول يقترب عددها من المليون، والتقى الجمعان يوم 25 رمضان 658 هجرية 1260 ميلادية في معركة عين جالوت جنوبي فلسطين، وانتصر خير أجناد الأرض انتصارا ساحقا، واندفعوا ليحرروا كل الأراضي التي استولى عليها الغزاة بما فيها القدس التي حررها خير أجناد الأرض للمرة السادسة.

7- حتى عام 1831م كانت القدس خاضعة للحكم العثماني الذي دمر المدينة وعبث بالإنشاءات المصرية عبر التاريخ، وسرق كل ما شيده المصريون من حضارة وعمران في المدينة، وحولها إلى ركام، إلى أن قرر خير أجناد الأرض بقيادة إبراهيم باشا تحرير المدينة والشام كله من الحكم العثماني، فتحررت القدس للمرة السابعة والأخيرة على يد خير اجناد الأرض سنة 1832م.

لكن مؤامرات العثمانيين لم تتوقف حتى أخرجوا المصريين من الشام وسلموا البلاد للاحتلالين الفرنسي والبريطاني؛ ليمزقوا الأمة تمزيقا، ثم باع العثمانيون فلسطين للصهاينة ليتأسس الكيان الغاصب الذي فصل الشام عن مصر نهائيا.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى