سلايدرمنوعات

فى عيد ميلاده..رحلة بن على من سوسة إلى مدافن البقيع

كتب: بيجاد سلامة

ولد زين العابدين بن علي، في مدينة حمام سوسة في 3 سبتمبر 1936، وعندما كان طالبًا في ثانوية سوسة أنضم لصفوف المقاومة الوطنية ضد الحكم الفرنسي على تونس كحلقة اتصال الحزب الحر الدستوري الجديد المحلي، مما آل إلى طرده من المدرسة وأدخل السجن، وأكمل الدراسة الثانوية بينما هناك نفي لحصوله على أي مؤهل علمي وأنه ترك مقعد الدراسة في الصف الخامس.

ثم نال الدبلوم من المدرسة العسكرية في سان سير، ثم من مدرسة المدفعية في شالون سور مارن بفرنسا، وأرسله حماه الجنرال كافي بدورة إلى المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في بلتيمور بالولايات المتحدة، ومدرسة المدفعية الميدانية في تكساس، ليستلم بعد انتهائها الأمن العسكري التونسي حيث تولى رئاستها 10 سنوات، ثم خدم لفترة قصيرة كملحق عسكري في المغرب وإسبانيا ثم عين مديرًا عامًا للأمن الوطني في 1977.

عين سفيرًا في وارسو في بولندا لمدة أربع سنوات، ثم عين بعدها كوزير دولة ثم وزير مفوض للشؤون الداخلية قبل أن يعين وزيرًا للداخلية في 28 أبريل 1986 ثم رئيسا للوزراء في حكومة الرئيس الحبيب بورقيبة في أكتوبر 1987.

وعندما تولى مهامه كانت تونس تعاني من أزمة اقتصادية خانقة كادت تعصف بالبلاد، ويعتبر من الرؤساء المنفتحين على الغرب، فقد غير من تونس كثيرًا وجعلها من أكثر الدول العربية المنفتحة على أوروبا، في عهده منع الحجاب الذي يصفه بالزي الطائفي، يتهمه خصومه السياسيين بشن حرب على الإسلام السياسي ورموزه، كما أنه قام بخطوات تجاه بعض التيارات الإسلامية حيث أعاد الصوفية إلى البلاد، وسمح للكنائس في تونس بالقيام بعباداتها.

الوصول إلى السلطة

في فجر يوم 7 نوفمبر 1987، تمّ الشروع في تنفيذ خطة أستهدفت إزاحة الحبيب بورقيبة بعد أن بلغ من العمر عتيًا، ثم استمع التونسيون لأول مرة عبر موجات الإذاعة لصوت الرئيس بن علي وهو يقرأ نص بيانه الشهير، هذا البيان الذي تضمّن مُعظم تطلعات التونسيين ونُخبتهم، بعد أن أشرف النظام السياسي والاقتصادي والإجتماعي على الانهيار الكامل، ومنذ ذلك التاريخ، دخلت تونس في دورة جديدة دون أن تقطع مع العهد السابق، حيث فتح بن علي لأول مرة قصر قرطاج للأحزاب والمثقفين من غير المُنتمين للحزب الدستوري الحاكم منذ استقلال البلاد عن فرنسا في مارس 1956.

الثورة

قام الشاب محمد البوعزيزي يوم الجمعة 17 ديسمبر 2010 بإحراق نفسه تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة عربته التي يبيع عليها ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ، مما أدى في اليوم التالي لإندلاع شرارة المظاهرات وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما أعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وإنعدام التوازن الجهوي وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.

تحولت هذه المظاهرات إلى إنتفاضة شعبية شملت عدة مدن في تونس وأدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، ومما زاد في تفاقمها وفاة الشاب محمد البوعزيزي الثلاثاء 4 يناير 2011 نتيجة الحروق، وقد أجبرت الانتفاضة بن علي لإقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014.

لكن الانتفاضة الشعبية توسعت وأزدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر بن علي، على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خلسة، حيث توجه أولاً إلى فرنسا التي رفضت استقباله خشية حدوث مظاهرات للتونسيين فيها، فلجأ إلى السعودية وذلك يوم الجمعة الموافق 14 من يناير 2011م.

وفاته

توفي زين العابدين بن علي، عن عمر ناهز 83 عامًا، في مستشفى الملك فيصل التخصصي بمدينة جدة، حيث أقام هناك منذ هروبه من البلاد بسبب الثورة الشعبية التي اندلعت ضد حكمه عام 2011، ودفن في البقيع بالمدينة المنورة في 21 سبتمبر 2019.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى