سلايدرمصر

خالد الناصرى تعليقا على حريق مكتبته: لم أكن أريد منها أى ربح

كتب – محمود أنور

“النار تلتهم مكتبة منشورات المتوسط في شارع المتنبي في بغداد. حريق آخر يضاف إلى حرائق العراق الأخيرة. النيران أحرقت كل المكتبة وتسربت إلى المكتبتين المجاورتين لها. السلامة للأصدقاء، وشكرا للقرّاء على تضامنهم الكبير الذي بدأ منذ البارحة”.

هكذا جاء البيان القصير لدار منشورات المتوسط تعليقا على اندلاع حريق التهم مكتبتها بالعراق وهو ما لاقى تعليقات كثيرة تحمل الأسف والدعم للمكتبة ومؤسسيها.

وفي بيان له قال خالد الناصري، موسس منشورات المتوسط عبر صفحته الشخصية بموقع “فيس بوك”:
يوم قررت إطلاق مشروعي الشخصي في النشر، قلت لا بد أن يكون لي مكان في شارع المتنبي في بغداد.
اتصلت بصديق عمري كريم وقلت له أريد أن أفتح مكتبة في شارع المتنبي ولها بسطة على طريقة مكتبات الشارع نفسه.وجدنا مكانا وبسطة وبدأنا! كان اسمها أولا نون ثم مكتبة منشورات المتوسط. لم أكن أريد منها أي ربح، فقط مكانا لعرض كتب الدار في بغداد ونقطة تسهيل لوصول كتبها إلى القارئ العراقي، لكن بطبيعة الحال كنت أتمنى أن تغطي تكاليفها على الأقل. حتى هذا لم تفعله أبدا! حملتها على كاهلي دائما، خسارة في إثر خسارة، وعشت معها أياما طويلة من التعب وحرق الأعصاب، ولسنوات طويلة وأنا أقرر يوميا (تقريبا) أن أغلقها وفي اليوم الثاني أجدني أحاول تحسين وضع المكتبة. نصرف عليها أكثر، نغير الموظفين، نحاول أن نجد مكانا أفضل لها. حاولنا كل شيء.

أضاف الناصري: حين ذهبت للعراق آخر مرة ورأيتها متعبة وبائسة ولونها العام رمادي على صحراوي على غبار واهمال، وصلت حينها الى نقطة اليأس الكامل منها، ولكني بعد أيام أشفقت عليها وقررت أن أحاول للمرة الأخيرة.
قلت لكريم هذه المكتبة اللعنة تحتاج إلى ألوان، تحتاج أن تشبه الدار نفسها، وحينها بدأ معنا أحمد عبد القادر العمل معنا وبدأ الكثير من الأصدقاء بمساعدتنا (المصطفى وباقر ونزار وحسين) وغيرهم. بدأنا نرسم ونصمم ونخلع السقف وأخرجنا الكتب وبدأنا نلون المكتبة.
أنا سافرت وواصل كريم وأحمد العمل وبعد أيام أرسلا لي صورها وهي ملونة وفيها كتب المتوسط. أذكر تماما أني بكيت من فرحتي بها حينها.
لم أفهم حتى الآن ما سر تعلقي بتلك المكتبة لماذا أحببتها وحافظت عليها كل تلك السنوات، رغم كل الخسارات والتعب الذي أتاني منها!
حتى أنت يا كريم كل مرة حين كنت أقرر إغلاقها، كنت تؤيد قراري وتقول نعم: أفضل شيء أن نغلقها. ولكني في داخل صوتك كنت أسمع رفضا ما.

يتابع مؤسس الدار: اليوم احترقت مكتبتي التي في العراق. أشعلت النار بنفسها. احترقت مكتبتنا يا كريم وأهم شيء بالطبع سلامتك وسلامة أحمد وبهاء وأي شخص كان يمكن له أن يتواجد هناك.
أما حزنك يا صديقي فأفهمه تماما. أفهم أني وأنت لا نحزن الآن على خسارة الكتب والرفوف بل على ما التهمته النار من أرق ووجع وحزن وفرح وبهجة وصراخ وفتح الباب وإغلاقه اليومي ولحظات الملل الطويلة وكل التفاصيل الأخرى.
النار التهمت كل شيء وتركت لنا هذا الرماد مجددا يا صديقي.

وأعلن الناصري في بيان جديد: “كتّاب وقراء ومحبون عراقيون تطوعوا وأتوا للمكتبة وبدأوا بتنظيفها من الرماد ويصرون على إعادة إعمار المكتبة”.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى