سلايدرمنوعات

تعرف على مؤسسة مستشفى الدمرداش (صور)

كتب: بيجاد سلامة

قوت القلوب الدمرداشية، هى ابنة لأحد شيوخ التصوف فى مصر مؤسس الطريقة الدمرداشية عبدالرحيم الدمرداش، ولدت عام 1892 وتوفيت عام 1968 فى إيطاليا وترجع أصولها إلى المماليك القوقاز الذين عاشوا فى مصر.

وقد ساهمت قوت القلوب ووالدها عبد الرحيم الدمرداش في التبرع بالمال اللازم لبناء مستشفى الدمرداش، كمّا أن الأرض التى تقع عليها جامعة عين شمس الحالية جزءًا من أملاكها.

وكانت هذة السيدة رغم تربيتها الدينية غاية فى التفتح والرؤية التقدمية تهتم بالفنون والآداب والموسيقى كما كانت تحب السفر والرحلات وتقضي إجازاتها السنوية فى أوروبا بين فرنسا والنمسا.

وتعد قوت القلوب من أوائل سيدات المجتمع المصري اللائي أهتممن بالثقافة والأدب، وفتحت بيتها لكل أبناء المجتمع البارزين من الرجال والنساء، لتكون صالونا أدبيا عُرف باسمها.

ولما  مات والدها ترك لها ميراثًا ضخمًا والمستشفى الخيري المعروف بمستشفى الدمرداش، وقد قامت بمواصلة مشوار أبيها الخيري، وقد تبرعت للمستشفى بما يعادل 50 ألف جنيه ذهبًا، كما كانت تتبرع بألف جنيه سنويا لكلية طب عين شمس للإنفاق على البحوث التى كان يجريها الدكتور بول غليونجى على الغدد الصماء، كما فتحت مكتبتها الخاصة التى تضم 8 آلاف كتاب لطلاب الجامعة، وكانت تنفق على بعض الطلاب لإتمام تعليمهم وتبرعت بألفى جنيه لإنشاء مكتبة طبية فى مستشفي الدمرداش.

ومما يحسب لها أيضًا أنها كانت تطبع بعض الكتب على نفقتها وأنها كانت تخصص جوائز للمبدعين من شباب الأدباء، كما أوقفت جزءا من أموالها كجائزة أدبية نالها أديب مصر العالمى نجيب محفوظ فى بداياته وقيمتها عشرون جنيها.

وقد عرف الغرب قوت القلوب ككاتبة وروائية مصرية وذلك حين بدأت كتاباتها في سن الخامسة والأربعين وقد نشرت كتابها الأول عن دار المعارف باللغة الفرنسية في عام 1937  تحت عنوان “مصادفة الفكر”، وفي العام نفسه نشرت روايتها “حريم” دار جاليمار الكبري وهى الدار نفسها التى نشرت فى العام نفسه ترجمة “الأيام” للدكتور طه حسين.

ونظرًا لكون أعمالها الأدبية باللغة الفرنسية والتى كانت تجيدها العائلات الأرستقراطية، فكان ذلك سببًا في كونها أديبة مغمورة على المستويين العربي والمصري، رغم ما تحظى به أعمالها من اهتمام في العالم الغربي.

وعندما قامت حركة يوليو 1952 كانت السيدة قوت القلوب لا تزال علامة بارزة في مجال أعمال البر والخير وعلى الرغم من ذلك وعلى الرغم من أنها كانت من أبرز مؤيدي حركة يوليو من الأرستقراطيين، إلى أن حركة يوليو أتهمتها بتهريب مائة ألف جنيه من أموالها وتم هدم قصرها بميدان التحرير.

فلم تجد قوت القلوب مفرًا سوى الهجرة إلى إيطاليا إلى أن توفيت في روما عام 1968.

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى