سلايدرمنوعات

تعرف على قصة شارع بهاء الدين قراقوش

كتب: بيجاد سلامة

هو بهاء الدين قراقوش بن عبدالله الأسدي، من أصول تركية، خُطف من عشيرته وبيع كعبد في أسواق بلاد الشام في بدايات القرن السادس الهجري، وذلك بعد أن تم إخصاؤه، كما جرت العادة مع الكثير من العبيد البيض الذين تم تجنيدهم في ذلك العصر.

قام بشرائه الأمير “أسد الدين شيركوه بن شادي”، والذي كان أحد قادة جيش حاكم الموصل وحلب “عماد الدين زنكي”، حامل راية الجهاد ضد الصليبيين في ذلك الوقت. وقد عرف قراقوش منذ تلك اللحظة، باسم “بهاء الدين قراقوش بن عبد الله الأسدي”.

فإسم “بهاء الدين” عبارة عن لقب، وأصل اسمه “قراقوش” هو “قرة قوش”، والذي يعني بالتركية “النسر الأسود”، وهي تبدو تسمية غريبة، بالنظر لأنه لم يكن أسمر البشرة. وتسميته بابن عبد الله، كانت متسقة مع العادات والأعراف الاجتماعية في ذلك الوقت، والتي كانت تسمي كل من لا يعرف له أبًا مسلمًا بابن عبد الله، كما أن لقبه الأسدي نسبة سيده إلى الأمير أسد الدين شيركوه.

وقد لمع قراقوش في خدمة شيركوه، وبرع في فنون القتال، فأرتفع نجمه لدى سيده، فأعتقه، وجعله من خاصة رجاله المقدمين عنده.

وتوطدت العلاقة بينه وبين سيده شيركوه، فاصطحبه معه أثناء الحملة العسكرية على مصر في ستينيات القرن السادس الهجري، وهي الحملة التي أسفرت عن تنصيب شيركوه في منصب الوزارة بأمر من الخليفة الفاطمي “العاضد بأمر الله”.

لم يلبث أن توفي شيركوه فجأة، وتم تنصيب ابن أخيه “صلاح الدين” في منصب الوزارة بدلاً منه، فانتقل ولاء قراقوش للوزير الجديد، وصار أحد أهم أعوانه ومن أقرب المقربين له، إذ عُيّن قراقوش في منصب متولي القصر الفاطمي، وصار عين صلاح الدين على الخليفة وأهل بيته.

وعندما قام صلاح الدين بإسقاط الخلافة الفاطمية في عام 567ه، وأعاد مصر إلى حظيرة الخلافة العباسية، كلف قراقوش بمجموعة من المهام، منها التحفظ على أفراد البيت الفاطمي، هذا بالإضافة إلى أنه قام بحصر كنوز الفاطميين النفيسة ونقلها من قصورهم، وتخلص من آلاف الكتب الموجودة في مكتباتهم، والتي كانت تدعو إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي.

 

أعماله

  • بناء سور حول القاهرة
  • تشييد قلعة الجبل لتصبح مركزًا للدفاع عن العاصمة
  • قناطر الجيزة
  • قاد بعض الحملات العسكرية منها حملته في 571هـ، على برقة الواقعة غرب مصر، والتي تمكن فيها من التوغل داخل البلاد الليبية، وتوسيع رقعة الدولة الأيوبية.

عينه صلاح الدين واليًا على عكا، بعد استخلاصها من يد الصليبيين، وقام حينها قراقوش بتحصين المدينة وتقوية أسوارها، غير أن ذلك لم يمنع من سقوطها بيد قوات الحملة الصليبية الثالثة، ووقع قراقوش نفسه في الأسر، إلى أن تم إطلاق سراحه في 588هـ، بعدما دفع صلاح الدين الفدية.

ولما توفي صلاح الدين، ظل قراقوش على وفائه مع ابنه العزيز، يحمي عرش مصر والشام، ثم كان وصيًّا على عرش المنصور، ومارس كل مهام السلطنة في بهذه الصفة، إلى أن أعفاه منها الملك العادل شقيق صلاح الدين.

وبعد إعفاء قراقوش من جميع مهامه ومناصبه، لزم بيته حتى توفي عام 597هـ/ 1201م.

 

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى