سلايدرمنوعات

ترتيبه الـ40.. شيخ الأزهر تحدى الملك

كتب: بيجاد سلامة

ولد الشيخ عبدالمجيد سليم في قرية ميت شهالة قرب مدينة الشهداء بالمنوفية في ١٣ أكتوبر ١٨٨٢م ، أتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ودرس في الأزهر وأثناء الدراسة أظهر نبوغًا وتفوق لا مثيل له حتى أنهم أطلقوا عليه “ابن سينا” لقدرته على التفلسف والعلم، ولم يكد ينال درجة العالمية حتى أختير مدرسًا للفقه والأصول بالأزهر وسرعان ما وصل صيت الشيخ عبدالمجيد سليم العلمي إلى عاطف بركات باشا ناظر مدرسة القضاء الشرعي، فاختاره هو وزميل دفعته الشيخ مصطفى عبدالرازق على صغر سنهما لتدريس الفقه والأصول ورشح هو والشيخ المراغي لتولي منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر في وقت واحد، حيث قام بترشيحهما مصطفى النحاس باشا في وزارته الأولى عام ١٩٢٨، واختار الشيخ عبدالمجيد سليم لمنصب المفتي واستقر على اختيار الشيخ المراغي شيخًا للأزهر.

وللشيخ الجليل مواقفه المأثورة والمشرفة والتي تعكس مدى شجاعة الشيخ الجسور وجهره بالحق لا يخشى فيه لومة لائم، ومنها

أول موقف أن الملك فؤاد حاول أن يستبدل بعض ممتلكاته الجديبة الجرداء بأرضًا مخصبة من أملاك الأوقاف وتلمس الفتوى الميسرة من الشيخ عبدالمجيد، فأعلن الشيخ في وضوح ساطع أن الاستبدال باطل لأنه لا يجوز لغير مصلحة الوقف.

الثاني، حين تلقى سؤالًا عن شرعية إقامة الحفلات الراقصة وكان ذلك بعد حفلة أقامتها إحدى الأميرات وحضرها الملك فاروق، ونشرت بعض الصحف صورها، وقد أدرك عبدالمجيد سليم من المقصود بالفتوى، لكنه لم يؤثر السلامة وواجه المخطيء وأصدر الشيخ الجليل فتوة بحرمة هذه الحفلات ونشرت المجلة الفتوى مؤيدة بالأدلة الشرعية وحدثت الأزمة بين الملك والمفتي.

الثالث، حين ضغطت الحكومة ميزانية الأزهر وغضب الشيخ سليم، وقال عبارته المشهورة: “هنا تقتير وإسراف هناك” وكان الملك وقتها يقضي عطلته الصيفية باستراحته في كابري في إيطاليا، فقامت الحكومة بإعفاء الشيخ من منصبه في سبتمبر عام ١٩٥١ بدعوى اتهامه بنقد الملك وسياساته، ولكن سرعان ما أعاده الملك فاروق الى منصبه في مشيخة الأزهر بعد شهور قليلة في فبراير ١٩٥٢ .

الرابع، وبعد أحداث يوليو ١٩٥٢ وفي بداية عهدها كان للشيخ الجليل مواقفه الشجاعة الصامدة فقد رفض تدخل الثورة في شؤون الأزهر بعدما حاولت أن تفرض على الشيخ تعيين أشخاص بعينهم في مناصب قيادية بالأزهر وتصدى لكل تدخل، فطالبته حكومة الثورة بالاستقالة إذا أصر على موقفه فقدمها طواعية دون تردد أو أسف.

توفي الشيخ عبد المجيد سليم في 7 أكتوبر عام ١٩٥٤م

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى