ثقافةسلايدر

السيرة المحفوظية من القاهرة إلى الإسكندرية

معرض وندوة لكتاب طارق الطاهر بختم النسر

كتب – جمال المراغى

واصل الكتاب الصحفي طارق الطاهر رحلته مع نجيب محفوظ وسيرته المنقوصة على حد تعبيره، وشد الرحال بواسطة القطار لتكن محطته التالية الإسكندرية بعد يوم واحد من معرض وحفل توقيع القاهرة، وعاد هذه المرة لكتابه الأول عن أديب نوبل “نجيب محفوظ بختم النسر” حيث استضاف مركز الحرية للإبداع معرضًا بعنوان “بختم النسر.. وثائق وظيفية” يضم صور من أهم أوراق ملف محفوظ الوظيفي التي تضمنها وذلك تزامنًا مع الاحتفال بذكرى ميلاد محفوظ العاشرة بعد المئة الأولى.

عقب افتتاح المعرض، أقيمت ندوة في ذات السياق بعنوان “محفوظ بين الوثيقة والرواية” أدارها الأديب جابر بسيوني، وتحدث خلالها طارق الطاهر والروائي أحمد فضل شبلول، والتي بدأها بسيوني بدعوة الحضور لزيارة متحف نجيب محفوظ بتكية أبو الدهب بالقاهرة، تلاه الطاهر الذي أشار إلى حقيقة مؤكدة توصل إليها من خلال بحثه وهي أن نجيب محفوظ لازال سيرة منقوصة تخفي الكثير من الأسرار،  وأنه لا يعتقد أن هناك  كاتب عربي سينال جائزة نوبل خلال الـ ٢٠ أو ٣٠ عامًا القادمة، وأرجع هذا لتفرده في جوانب كثيرة وثراء تجاربه ومنها عمله كموظف حكومي لنحو 37 عامًا.

وأوضح أن دافعه لخوض الرحلة من البداية كان شغفه الكبير لرؤية ملف نجيب محفوظ الوظيفي، مشيرًا إلى الصعوبات الشديدة التي تواجه من يبحث عن وثيقة في مصر وأن الأرض غير ممهدة لذلك وتحتاج لجهد مضني، وأنه لولا مساعدة  د. إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، في البحث معه عن ملف محفوظ الوظيفي لظل مجهولا حتى الآن، إلى جانب ولعه بالوثائق، والذي يعود لنشأته في بيت أفراده معنيون بالقانون وهو الوحيد بينهم الذي اختار طريقًا مختلفًا، لكنه اعتاد على ضرورة وجود المستندات والوثائق قبل عملية الكتابة.

أضاف “أنظر للسير بزوايا مختلفة، عن طريق مكتباتهم وإهداءاتهم، وليست السيرة المباشرة، ومن وجهة نظري أن نجيب محفوظ كان دائمًا وأبدًا لا يقول إلا ما يريده وهو محدد ولا يستطيع أحد أن يستنطقه، وكان هناك عام هو ١٩٥٩ الذي يتم تجاهله عمدًا من قبل النقاد والصحفيين في حياة محفوظ، العام الذي تولى فيه الرقابة، لم يكن يذكر عنه أحد سوى خبر تقلده المنصب، بحثت وراءه حتى توصلت لنجيب محفوظ رقيبًا، ومن خلال هذه السنة الثرية استطعت الكتابة عن زاوية جديدة ومجهولة في عالمه”.

ثم تحدث شبلول بدوره عن روايته الأخيرة “الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ”، وعن الجوانب الدرامية في حياة محفوظ التي جذبتنه لكتابة هذه الرواية، ومنها قصة زواجه الدرامية التي لم يكن أحد يعرف عنها شيئًا لسنوات، حيث أخفاها عن والدته التي أحضرت له عروس ثرية، بينما اختار هو زوجة له من الإسكندرية وخشي إبلاغ والدته، وبالتالي أخفى الأمر عن أصدقائه وعن الصحافة، إلى جانب علاقته بجمال عبد الناصر الذي تدخل لمنع القبض عليه بعد صدور روايته “ثرثرة فوق النيل”.

واستطرد شبلول “بدأت خلال عزلة كورونا أعيد القراءة وأتلمس الجوانب الإنسانية، وأسست البناء الروائي، وكأن نجيب محفوظ الذي كتبها”، ثم قرأ فصلًا من روايته وهو بعنوان “شقة في سان ستيفانو”.

وفي الختام، أعلن طارق الطاهر عن كتابه القادم الذي يتناول فيه  عامًا من حياة محفوظ  كان خلاله رقيبًا للسينما، مشيرًا إلى أنه التقي به ثلاث مرات فقط، الأولى حينما استقبله في مقر جريدة أخبار الأدب عندما حضر لتسليم جوائز الجريدة في مسابقتها الأدبية الأولى، والثاني كان في الأهرام، والأخير في بيت محفوظ عقب تعرضه لمحاولة الاغتيال.

تصوير: عائشة المراغي

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى