رأي

أيمن عبداللطيف الكرفى يكتب: ما الذى فعل بك هذا يا مصر؟

قلم صدق..

لا أعلم من أين أبدأ، فتزاحم الأحداث البشعة كفيل بأن يلعثم الكلام، ويكابد الأقلام، ويداخل خطوط البيان، ويجمد المخ فيعطل التفكير فى حلول لهذا الزحام.. ولكن صبرًا بى صبرًا، فالأمر جد خطير، جرائم عِرض ونصب وتقتيل، من أب وأم وأبناء، لا فرق بين غنى وفقير.. بدم بارد وشهيق وزفير، مخدرات بشتى الأنواع، يتعاطاها الصغير والكبير.. فطلاق وخلع وضياع أطفال، حتمًا إلى مصير مرير، لذلك فلا بد من وقفة، نعود بها للوئام والمودة، والاستقرار لأسرة مطمئنة.

مما لا شك فيه أن المجتمع الآمن المستقر هو مطلب الجميع، الصغير والكبير.. الغنى والفقير.. الرئيس والخفير. فالاستقرار والأمان هما مصدر البنيان، للأسرة والمجتمع لكى يحدث التطوير.. فهل تشكُ فى ذلك واحتياجه لحل، مسبوق بتفسير؟ إذًا فلابد من البحث والتنقيب فى: ما الذى فعل بك هذا يا مصر، وأوصلكِ لهذا المصير؟.. حياة بلا طعم، دماء تراق كالماء، بلادة فى المشاعر وجفاء.. سباق على المادة وتباهٍ وخيلاء، مع انتشار الذنوب والإلحاد والانتحار، بين شباب مشهود لهم بأنهم عقلاء نجباء، مثل قاتل الفتاة نيرة، والشاب المنتحر من على برج القاهرة، وانتحارات بين الشباب متتالية، فى مشاهد تشيب لها الولدان ويهرم الفتيات والصبيان. فهل هو التفكك الأسري.. أم التكنولوجيا الطاغية؟ أم الضغوط الاجتماعية.. والأزمة السياسية الاقتصادية العالمية؟ إذن فأين الحل؟.

الإجابة محصورة بين أم وأب، وأخ وأخت لكى يعاد ترتيب البيت.. وهى العودة لأخلاق الأَب، ومعها عادات وتقاليد الجَد، والتقليل من السوشيال ميديا، بحيث لا تزيد على الحد.. فينشغل الأخ عن الأخت، والأم عن الأب.. والعودة لتعليم وتربية الابن، وجهًا لوجه.. وتعريفه بدينه وخطئه من غير غض ولا صد.. لا تركه للسوشيال ميديا والفيس والتك توك، بحيث تكون هذه بديل الدين والعلم والأب. وارجع لزوجك يدًا بيد، فالتربية شركة وود، فلا انفراد والمعاملة ندٌ بند، فيصبح على أحدهما عبءٌ على عبء.. فيولد الانفجار ومعه الطلاق أو رفع خلع، وتشريد الأطفال بغير ذنب، فينزلقون فى بئر المخدرات والشرب.. واعلم أيها الأب بأن الرضا بالمقسوم وعدم الانشغال بالمال، سواء لغِنَيَ أو لفقر، هو الصواب والبركة وله عظيم أجر وفضل.. فتتجمع الأسرة ولو على بسيط الأكل، ولكن مائدة يملؤها الحب.. ولا تنسَ الأسرة فى نزهة من كل شهر، تنفيسًا ودفعًًا لمهلكات العصر.

كما أن الصرف على القدر، يعلِّم الابن والبنت، عدم الطلب زيادة على الحد.. فيصبح الأبناء أصحاب مسئولية وبناء، بداخلهم رحمة وقلب.. فلا يتمردون على ظروف البيت وأحوال الأب، فيقل بذلك الانتحار والنصب، والمشاجرات بين الأخ والأخت، وذوى الأرحام بعضهم البعض.. فلا نرى مستريحين ولا خلافًا بين وارثين.. كل هذا بفضل وازع الدين، وتواجد الأب، لا شك فى ذلك ولا ريب.

واعلم أن العلم والدين ليس لهما إلا حد.. هو نفع الوطن مع الأمة، والنفس والأسرة ومرضاة الرب. والدولة والإعلام عليهما عبء وواجب وحق.. فى نشر الصحيح والوعى بصدق، فى القرى والمدن وفى كل بيت.. وخلاصة الأمر ما قاله ربنا ونبينا للعبد: خير الناس أنفعهم للناس، والرعية مسئولية على كل أم وأب، وكل من وسد أى أمر.. وليخش الذين لو تركوا خلفهم ذرية ضعافًا خافوا عليهم فليتقوا الله.. وليهجروا كل ذنب.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى