منوعات

أيمن عبداللطيف الكرفى يكتب: حكاية بدايتها ذهب ونهايتها خيانة دولار ورق

قلم صدق..

 الدولار الأمريكى- حط الله من قدره- أصبح ثقافة وشماعة عند العامة والخاصة، يتألم منه الفقير، ويتوجع عليه اليسير، إلا من فئة المحتكرين، هدى الله نفسها، وأبطل الله عملها.. فما هى قصة سيطرتك يا سارق البهجة.. ويا سبب الخلافات والمشقة؟
فقد أصبحتَ- حط الله من قدرك، ورفع الله يا جنيه من شأنك- من علية القوم وعملاتهم.. يتم تداولك فى العالم، كأنك سلطان مارد.. يتعامل به أى شخص فى أى دولة من العالم، وتتأثر أى دولة بك «ياللى ما تتسمى»، من حيث سعرك بالارتفاع كان أو بالانخفاض.. مع أنك كذبة كبيرة فرضت علينا.. وهكذا دائمًا الحال لصاحبة الدولار- حط الله من قدره، والجنيه رفع الله لنا من شأنه- رأينها فى العراق وبعدها مع الأفغان.
فاختصارًا.. قد وصلتَ بنا لزمن الحرب العالمية الثانية محملًا بأعلى احتياطى من الذهب، حيث تمتلك ٧٠٪ منه فى العالم مفتخرًا، وقد أخذك الغرور وقد اشترطت على من خلفك من الدول المعاملة بشخصك اللئيم مقابل الوزن ذهبًا، وذلك بحركة لولبية لإنشاء نظام عالمى اقتصادى جديد، تكون أنت فيه أبو العملة الاقتصادية، وبالفعل والحنجلة وعن طريق اتفاقية Bretton Woods فى سنة 1944 تم لك ذلك، لتصبح أنت العملة- حط الله من قدرها- المرجع الرئيسى لتحديد سعر عملات الدول الأخرى وهى العملة المغطاة بالذهب، أى يمكن استبدال العملة الورقية بالذهب إذا أردت ذلك فى أى وقت، حيث إن العملة الورقية تكون قيمتها ذهبًا «ياولاد العفاريييت».
وبالدهاء بعد انتشارك فى جُلِّ البلاد، وامتلاكك غالب ذهب العالم «فاكرين الريان؟»، وفوزك فى الحرب العالمية الثانية، وسيطرتك، حددت سعرك بالذهب «وش كده»، لتساوى أيها الدولار- حط الله من قدرك ورفعك الله يا جنيه من شأنك- الواحد منك قريبًا من الجرام الذهب، وهذا ما حمّل عبئًا على الدول الأخرى للالتزام بهذا النظام، فأرغمت، وأجبرت، وأكرهت، وألجأت، عددًا كبيرًا من الدول على تكديس وجمع أعداد كثيرة منك بهدف استبدالك- حط الله من قدرك- بالذهب مستقبلًا كاحتياطى نقدى أجنبى، فأكل الكثير من الدول الطعم، وأصبحتَ أيها الدولار عندها عملة الاحتياطى النقدى الأجنبي.. ثم بعد ذلك خوفًا منك على المعروض عندك من الذهب، واحتياج الكثير منك لإنفاقه واستنفاده على مؤنة الحرب والعتاد والعدة فى الحرب الفيتنامية التى خضتها من العام 1956م حتى 1975م قرابة عشرين عامًا اضطررت فيها لتغطية تكاليف الحرب، ولكنك لم تكفِ، لأن الاحتياطى من الذهب عندك لم يعد كافيًا، وبالتالى قامت بلدك- حط الله من قدرك- بتجاوز الحد الأعلى المسموح من طباعتك، فقامت بطبع دولارات كثيرة منك غير مغطاة بالذهب خلسة، وخفية، وسرًّا، وغفلة، وخيانة وبغير علم لبقية الدول..
وعندما بدأ الناس يتجهون بك- حط الله من قدرك- إلى البنك المركزى لصرف مقابلك بالذهب، عجزت عن تحويل أى عدد منك إلى الذهب، وهنا خرج رئيسك ريتشارد نيكسون على العالم يلغى التزام بلدك بتحويلك- حط الله من قدرك- إلى ذهب، وعدم قدرتك على ذلك، بهذا أرغمت عملات العالم كله على قبول كذبتك وخيانتك لها مجبرة ومرغمة والتعامل بك.. وإلغاء كون الذهب النفيس الاحتياطى النقدى لجميع الدول.. فبئس الحكاية حكاية أولها ذهب ونهايتها دولار ورق.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى