سلايدرمنوعات

أول من جمع بين المشيخة والإفتاء.. محمد المهدى الشيخ الـ21 للأزهر

كتب: بيجاد سلامة

هو الشيخ محمد المهدي العباسي بن محمد أمين بن محمد المهدي الكبير، ولد عام 1243هـ، 1827م، بالإسكندرية.

سلك طريق العلم مثل جده وأبيه، فحفظ القرآن الكريم ومتون الفقه والحديث والنحو، وتردد على حلقات العلم، ولما تولى إبراهيم باشا بن محمد ولاية مصر استدعى محمد المهدي، وأصدر أمرًا بأن يتولى منصب الإفتاء خلفًا للشيخ أحمد التميمي.

وكان محمد المهدي حين ولي هذا المنصب عمره 21 عامًا ما زال طالب علم، ولكن الصدفة أثناء سفر إبراهيم باشا لعاصمة الخلافة العثمانية ليتسلم من السلطان مرسوم ولايته على مصر، وقابل هناك شيخ الإسلام عارف بك، فأوصاه خيرًا بذرية الشيخ محمد المهدي الكبير، وأن يولي منهم من يصلح لمنصب أبيه، فأستجاب له وعزل المفتي القديم، وأقام محمد المهدي في منصبه.

وفي عهد الخديوي إسماعيل تولى محمد المهدي مشيخة الأزهر عام 1870م خلفًا للشيخ مصطفى العروسي، مع احتفاظه بمنصب الإفتاء، فكان أول من جمع بين المنصبين وأول حنفي يتولى مشيخة الأزهر.

وكان الشيخ عند حسن الظن، فباشر عمله بكل حزم ونشاط، وشرع في تنظيم شئون الأزهر الإدارية والمالية، وأعاد لأهل الأزهر ما كان لهم من رواتب شهرية وسنوية، وتشدد في إنفاق أموال الأوقاف على مستحقيها وفق الشروط التي وضعها الواقفون.

ثم استصدر قرار من الخديوي بوضع قانون للتدريس بالأزهر، وكانت أول خطوة في إصلاح نظم الأزهر وتطوير الدراسة به، واختيار القائمين على التدريس به وفق شروط موضوعية، وكان المعتاد أن يجلس للتدريس بالأزهر من يجد في نفسه قدرة على التدريس.

وأقتضى النظام أن يمتحن الطالب الذي يرغب في الجلوس للتدريس أمام لجنة من ستة من كبار علماء الأزهر، ويكون الامتحان في “11” علم من العلوم المتداولة بالأزهر، وهي: “التفسير، الحديث، التوحيد، الفقه وأصوله، النحو، الصرف، المعاني، البيان، البديع، المنطق”.

وقبل أن يعقد له الإمتحان يشهد له ثمانية من مشايخه على أقل تقدير أنه جدير بالإلتحاق بزمرة العلماء، ويحدد له درس في كل فن من الفنون يتولى إعداده، ثم يقوم بعرضه أمام اللجنة المشكلة لإختباره، والتي تسمع درسه، وتتولى هي سؤاله وعليه أن يقنع الحاضرين بأنه قد هضم مسائل العلم التي يطرحها عليهم، فإذا أجاب في كل فن ونال ثناءهم، منح تقديرًا من الدرجة الأولى، وإذا أجاب في أكثر الفنون نال تقديرًا من الدرجة الثانية، وإذا أجاب في أقل من ذلك منح تقديرًا من الدرجة الثالثة.

وكان الإمتحان عسيرًا، لا يجتازه إلا من استعد له تمامًا ونجح في إقناع الستة الممتحنين، ولذلك كان كثير من المتقدمين لا يجتازون هذا الامتحان من المرة الأولى، بل تتعدد محاولتهم للحصول على تقدير اللجنة، وكان أغلبية الناجحين من أصحاب الدرجة الثالثة، وبتطبيق هذا النظام كان الشيخ محمد المهدي هو أول من سن قانونًا بتنظيم الامتحان في الأزهر.

وفاته

في سنوات عمره الأخيرة أصيب بالفالج “الشلل” وهو يتوضأ لأداء الصلاة، وظل مريضًا نحو أربع سنوات حتى لقي ربه في 8 من ديسمبر 1897م.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى