سلايدرمنوعات
أخر الأخبار

أنا اللى اشتريت التروماى.. القصة الحقيقية لبيع التروماى

كتب – بيجاد سلامة

أجرت أخبار اليوم في عددها الصادر يوم 3 يناير 1948، حوارًا مع رمضان أبوزيد العبد، الذي خرج من السجن بعد أن قام بعملية نصب كبرى باع خلالها التروماى لقروي ساذج فضلًا عن حوادث نصب أخرى!

 

ويحكي رمضان تفاصيل الواقعة فيقول: «أنه كان يركب الترام رقم ٣٠ من شارع القصر العيني، ووقف إلى جواره أحد القرويين، فنظرت إليه ووزنته وعرفت أنه سهل، فأعطيته سيجارة وبدأنا الحديث، وفهم رمضان منه أنه جاء ليبحث عن عمل لأنه لم يجد في بلده عملًا يليق به وفهم أيضًا أنه قدم إلى القاهرة يحمل المال الذي يمكنه من البدء في العمل، رمضان وجد الفرصة سانحة وبدأ يعرض عليه أعمالا مختلفة، إلا أن جاءت سيرة زحمة الترام، هنا عرض عليه أن يشتريه، وبالفعل أقتنع القروي وذهبا إلى المحامي لتوثيق العقد الذي كان بـ”200″ جنيه، دفع منها القروي الذي كان اسمه حفظ الله سليمان “٨٠” جنيهًا، وكتب كمبيالات بـ”١٢٠” جنيهًا.

حفظ الله كان لا يجيد إلا قراءة الأرقام وفي ميدان العتبة وقفا لينتظرا الترام رقم ٣٠، ورتب رمضان الأمر مع الكمسري وأعطاه بقشيشًا بعض المليمات ووصاه على الفلاح القروى وأكد له أنه سينزل فى نهاية الخط، مطالبًا منه حسن معاملته، ثم عاد إلى الفلاح القروي وأخبره بأن يتقاضى قيمة الأجرة كاملة من الكمسري فى نهاية الخط، وأنه في خلال أقل من ساعة سيعود إليه جزء من المبلغ الذى سبق أن دفعه نظير شرائه الترام!

وبعد أن ركب حفظ الله الترام وفي آخر الخط طالب الكمسري بالحساب،

هنا رد الكمسري: حساب إيه

ليرد حفظ الله: آه.. فاكرني عبيط؟

وزادت دهشة الكمسري حين قال له حفظ الله: ألم يقل لي أمامك تطالبه بجميع الفلوس وإلا تلغى البيع.

فسأل الكمسري: أي بيع؟

قال حفظ الله: التروماي.. أنت ح تنصب عليّ؟

وأنتهت المناقشة في قسم البوليس ومن سوء حظ رمضان أبوزيد أن البوليس كان يحفظ قائمة سوابقه فقبض عليه وتعرف عليه حفظ الله، ودخل السجن وأمضى فيه سنتين ونصف السنة.

وأعتبرت تلك القضية أحد أشهر قضايا النصب فى القرن العشرين، حتى أن مجلة لندن المصورة نشرت لوحة فنية في صدر غلافها، تجسد تلك القصة عام ١٩٤٨.

وبعد مرور ١٠ سنوات تم تحويلها إلى عمل سينمائي وهو فيلم “العتبة الخضراء” والذى أنتج عام ١٩٥٩.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى