
النيل24 – ثقافة وفن
حصد المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي جائزة “السعفة الذهبية”، أرفع جوائز مهرجان “كان” السينمائي الدولي في دورته الـ78، عن فيلمه الجديد “مجرد حادث” (It Was Just an Accident)، والذي تم تصويره سراً داخل إيران، متحديًا الرقابة وملاحقة السلطات.
ويُعد فوز بناهي لحظة مفصلية في مسيرته الفنية، التي طالما وُسمت بالصراع مع السلطة، إذ مُنع من مغادرة إيران منذ عام 2010، وحُكم عليه بالسجن والإقامة الجبرية، قبل أن يُسمح له بالمغادرة لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا لحضور فعاليات المهرجان.
ويروي الفيلم الفائز حكاية مجموعة من المعتقلين السابقين الذين يخططون للانتقام من جلادهم، في سردية تلامس الواقع الإيراني وتكشف عن وجوه القمع والاضطهاد، في حبكة تجمع بين النقد السياسي والطرح الأخلاقي.
وفي كلمة مؤثرة خلال تسلمه الجائزة، قال بناهي: “ما يهم الآن هو بلدنا وحرية بلدنا. دعونا نتحد. لا ينبغي لأحد أن يخبرنا بما يجب أن نرتديه أو ما يجب أن نفعله أو لا نفعله”، في دعوة صريحة لوحدة الشعب الإيراني ضد القمع.
وقد ترأست لجنة التحكيم لهذا العام الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، وضمّت نخبة من الفنانين العالميين من بينهم هالي بيري والممثل الأمريكي جيريمي سترونغ.
وفي تألق عربي لافت، فاز المخرج العراقي حسن هادي بجائزة الكاميرا الذهبية عن فيلمه “كعكة الرئيس”، ما يعكس حضورًا متصاعدًا للسينما العربية في المحافل الدولية.
ويُعد تتويج جعفر بناهي بالسعفة الذهبية تتويجًا لمسيرة فنية حافلة بالتحديات، ويضعه ضمن نخبة من المخرجين الذين نالوا جوائز كبرى من مهرجانات “كان” و”برلين” و”البندقية”، ليُكرّس مكانته كأحد أبرز الأصوات السينمائية في العالم المعاصر.