سلايدر

في ذكرى وفاتها الـ”33″.. رحلة الراقصة زينات علوى

«الراقصة.. زينات علوى».. هكذا كانوا يقدمونها فى اسكتشات الرقص التى تتخلل الأفلام التى شاركت فيها.

قال عنها أنيس منصور فى مقاله «من الذى لا يحب كاريوكا وزينات»: هى أحسن راقصة مصرية بعد كاريوكا، لأن أداءها سهل وجميل ولا تبتذل في حركاتها، الأهم من كل ذلك موقفها النبيل مع عدد من الصحفيين والكتاب الذين فصلهم الرئيس عبدالناصر.

زينات ولدت بالإسكندرية فى 19 مايو 1930م، كبرت ونشأت بها حتي قررت الفرار من منزل أسرتها إلى القاهرة واختبأت لدى إحدى قريبتها التى تعمل راقصة فى مسرح بديعة ومن خلالها تسللت زينات علوى إلى عالم الرقص.

وبدأت مشوارها بالرقص ضمن مجاميع الراقصات، ولقبت بـ«زينات قلب الأسد» بين الراقصات لانضباطها والتزامها، وتألقت ولفتت أنظار الجميع، وأثبتت أنها تمتلك موهبة طاغية فى الرقص الشرقى.

وهنا قررت بديعة أن تتقدم فى الصفوف قليلاً، خاصة أن الجمهور يتفاعل معها وأحبها، فبدأت بدقائق معدودة ثم تحولت الدقائق إلى ربع ساعة كاملة ترقص على الطبلة وتمسك بالعصا الصعيدية التى اشتهرت بها، والتي كانت من أهم أسباب شهرتها كراقصة وتفننت فى الاستعراض بها.

ومزجت رقصة التحطيب الشهيرة بالرقص الشرقى، وحققت تألق ونجاح كبير، وقررت بديعة منحها راتب من الفئة الأولى للراقصات، وبدأت بعض الصحف تكتب عنها وعن الرقصات الجديدة التى تبتكرها ومقارنتها بتحية كاريوكا، وسامية جمال، ونعيمة عاكف، والتأكيد على أنها تفوقت عليهن بقدراتها المذهلة فى ابتكار الرقصات وإضافة حركات جديدة للرقص الشرقى ربما لم يعرفها من قبل.

بعدما هاجرت بديعة بسبب الضرائب، انهالت عليها العروض المسرحية الاستعراضية، وانضمت زينات إلى فرقة «شكوكو» المسرحية الاستعراضية، وكانت تشترط أن يقتصر دورها فى أغلب الأفلام على رقصة تؤديها، وأحيانا ما يزيد عن ذلك بمشهد أو مشهدين، وحتى عندما كان المخرجين الكبار أمثال صلاح أبوسيف ويوسف شاهين وغيرهما يحاولون إخراجها من هذا الإطار كانت تؤكد أنها راقصة وستبقى راقصة والجمهور إذا شاهد الفيلم من أجلها فلأنها راقصة، انتقلت للعمل في السينما عام 1951م واشتركت فى «41» فيلم سينمائى.

رأي النقاد

قالوا عنها إنها كانت نموذجًا للراقصة الشرقية التى تقدم الرقص الشرقى بمفهومه الكلاسيكى وصورته المتعارف عليها لراقصة تجيد توظيف إمكانيات جسدها وتشعر بالموسيقى وتحسها على المسرح أو أمام الكاميرا لدرجة الذوبان، لذلك يظل مشهدها وهى ترقص على أنغام أغنية «كنت فين يا على» فى فيلم «الزوجة 13» من المشاهد الأثيرة التى لا تُنسى لراقصة محترفة.

اعترف الفنان عبدالسلام النابلسى فى حوار له أنه أحبها بشدة وعرض عليها الزواج لكنها رفضت، وظلت لسنوات ترفض الارتباط أو الزواج من أى رجل، وكانت رافضة للرجال بشكل عام، وقيل إن السبب وراء ذلك هو عقدتها من والدها، فرأت كل الرجال مثله، إلا أنها وقعت فى غرام الصحفى محب مانع، الذى كان يمتلك مجلة «أخبار النجوم»، وتزوجته، فى حين ذكرت صحيفة «الأهرام» أنها لم تتزوج وظلت عزباء طوال حياتها، ووصفت بـ«راهبة الرقص الشرقى».

نقابة للراقصات

ضاقت كثيرًا مما تتعرض له الراقصات فى ذلك الوقت من ظلم واضطهاد ومطاردة مستمرة من شرطة الآداب دون وجه حق ومن معاملة الدولة العنيفة للراقصات، وسعت لإنشاء نقابة للراقصات تحمى حقوقهن، وكونت تحالفًا ضخمًا للضغط على وزارة الثقافة لتنفيذها، ورغم الجهود التي بذلتها مع الراقصات الشهيرات تحية كاريوكا ونجوى فؤاد، وسهير زكى، وسامية جمال، وزيزى مصطفى، وسوزى خيرى، ورجاء يوسف، إلا أن المفاجأة كانت قاسية على الجميع، حيث تقرر تفعيل القرار الخاص بالرقابة على المصنفات الفنية وتشديده.

وكان القرار ينص على أنه حتى تحصل الراقصة على تصريح، يجب «ألا تكون من أرباب السوابق وحسنة السير والسلوك وأن تثبت مزاولتها للرقص بصورة واضحة وأن تحصل على تصريح بكل رقصة تؤديها من رقابة المصنفات ومن يخالف ذلك يسجن لمدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على 6 أشهر وغرامة قدرها 50 جنيهاً ولا تزيد على 100 جنيه، ولا تعاقب الراقصة المخالفة فقط، بل ومدير المكان الذي تعمل به حيث يخضع لنفس العقوبة إلى جانب إغلاق المكان».

هكذا أصبح الجو خانقًا وكأن الوزارة أرادت معاقبة كل الراقصات على مجرد تفكيرهن فى إنشاء نقابة تقوم بحمايتهن، واعتراضًا على ذلك اعتزلت زينات للمرة الأولى فى نوفمبر 1965م، وبعد شهور من الاعتزال تعرضت زينات إلى ضائقة مالية جعلتها تعود للرقص.

أما الواقعة الأبرز في حياتها والتى كانت سبب للاعتزال مرة أخرى، فكانت ما حدث ليلة نكسة 5 يونيه 1967، حيث أحيت حفلًا فنيًا أقامته الإذاعة لرفع الروح المعنوية للجنود والضباط بقاعدة أنشاص العسكرية فى بلبيس، وكانت تلك المرة الأولى التى يكون بها رقص شرقي في حفلات الجيش وبعد دقائق من انتهاء الحفل في الساعة الثالثة فجرًا وعودة الفنانين إلى القاهرة دمرت قوات الجيش الإسرائيلي مطار وقاعدة أنشاص.

لم تظهر زينات سوى بعد النكسة بعامين، فى مشاهد قليلة ضمن أحداث فيلم السراب عام 1970م، ثم اختفت لمدة ثمانية عشر عامًا، وابتعدت عن الساحة الفنية، وعاشت سنواتها الأخيرة فى حزن وبؤس خاصة بعد وقوعها ضحية المرض والفقر، لدرجة أنها قررت بيع أثاث منزلها لتوفير نفقات الطعام والعلاج، وعلى الرغم من فقرها الشديد رفضت طلب المعونة من أى شخص وقالت ابنة شقيقتها لإحدى الصحف إنها رفضت تقديم طلب للرئيس السادات لعلاجها على نفقة الدولة.

وفى 16 يوليو عام 1988م وجد جثمانها بعد وفاتها بمنزلها وظلت 3 أيام متوفية دون أن يشعر بها أحد حتى اكتشفت موتها خادمتها التى رفضت أن تتركها رغم مرورها بضائقة مالية وأكد تقرير الطب الشرعى أنها توفيت بأزمة قلبية حادة، ولم يحضر جنازتها سوى تحية كاريوكا، وفيفى عبده.

فيلموجرافيا

«شباك حبيبى، ريا وسكينة، عبيد المال، فاعل خير، أنا وحبيبى، اللقاء الأخير، بائعة الخبز، ارحم دموعى، موعد مع السعادة، الناس مقامات، لمين هواك، رنة الخلخال، أيام وليالى، مدرسة البنات، نهارك سعيد، كابتن مصر، رصيف نمرة 5، ودعت حبك، صاحبة العصمة، الأرملة الطروب، طريق الأمل، إسماعيل يس فى الأسطول، المتهم، السابحة فى النار، هذا هو الحب، كهرمان، الأخ الكبير، البوليس السرى، الفانوس السحرى، إشاعة حب، سوق السلاح، الزوجة 13، عبيد الجسد، معملش حسابها، سلاسل من حرير، بنت الحته، العائلة الكريمة، أدهم الشرقاوى، العقل والمال، خطيب ماما، الزوج العازب، عندما نحب، كرامة زوجتى، أشجع رجل فى العالم، سكرتير ماما، نشال رغم أنفه، صباح الخير يا زوجتى العزيزة، السفينة التائهة، السراب»

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى