منوعات

فى ذكرى النكبة.. ما هو الخط الأخضر المتداول فى قضية فلسطين؟

كتب – محمود أنور

تحل اليوم الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة الفلسطينية الذي يصادف مثل هذا اليوم ١٥ مايو ١٩٤٨، وهو اليوم الذي يحيه الفلسطينيون في مناطق تواجدهم كافة للتذكير بالمأساة التي تعرضوا لها وتهجيرهم من بلادهم من قبل العصابات الصهيونية المسلحة التي أعلنت قيام دولة إسرائيل.

وشاءت الأقدار أن تأتي ذكرى هذا العام متزامنة مع تزايد سخونة الأحداث في فلسطين المحتلة منذ بدايتها في القدس بأحداث باب العامود وحي الشيخ جراح وسعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية لتهجير السكان الفلسطينيين من منازلهم ثم اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى وحالة الغضب والغليان والانتفاضة التي اشتعلت في القدس والضفة وغزة ومدن الداخل والتنديد العربي والدولي بهذه الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية الاستفزازية، ثم تطور الأحداث واندلاع المواجهة مع حماس لتجد إسرائيل نفسها في وضع مربك تتعدد فيه الجبهات.

على ساحة الأحداث تبرز عدة مصطلحات متداولة في هذه القضية منها ما يعرف بالخط الأخضر حيث اتسعت دائرة الاشتباكات داخل هذا الخط بين فلسطينيي الداخل وإسرائيليين في عدد من المدن والبلدات مثل اللد وعكا وحيفا والرملة وغيرها وهو ما مثل مفاجأة حقيقية لإسرائيل وصل إلى حد تحذير الرئيس الإسرائيلي من اندلاع حرب أهلية.. فما هو الخط الأخضر، وماذا يعني، ومتى بدأ استخدام المصطلح؟

قرار التقسيم

رفض العرب قرار الأمم المتحدة عام ١٩٤٧ بتقسيم أرض فلسطين التاريخية لدولتين واحدة عربية على مساحة ما يقرب من ٤٢% وأخرى يهودية على مساحة ٥٧%، وأعلنت دولة إسرائيل عام ١٩٤٨ والتي اندلعت على أثرها الحرب بين الدول العربية والكيان الغاصب وأدت نتائجها لخسارة المزيد من أراضي فلسطين لصالح المنظمات اليهودية لتزيد مساحة ما تسيطر عليه إلى ٧٨% وبقى نحو ٢٢% تحت سيطرة الأردن ومصر في الضفة والقطاع.

هدنة رودس

توسطت الأمم المتحدة لعقد هدنة ووقف إطلاق النار عام ١٩٤٩ بين الدول العربية وإسرائيل بإشراف وسيط الأمم المتحدة “رالف بانش” في جزيرة رودس اليونانية، وتم فيه رسم خط الهدنة بين الطرفين في الخرائط باللون الأخضر تمييزا له عن خطوط الحدود الدولية أي أنه ليس حدود سياسة أو إقليمية ولا يمس مطالب الطرفين فيما يتعلق بالتسوية النهائية للقضية الفلسطينية؛ فهو بمثابة فصل بين الأراضي التي احتلتها إسرائيل وأصبحت بعدها تسيطر على ما يقرب من ٧٥% من أرض فلسطين التاريخية، وبين كل من مصر والأردن وقطاع غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان، أي تم رسمه بناء على الواقع الأخير بعد حرب عام ١٩٤٨ وليس بناء على قرار التقسيم عام ١٩٤٧. وقد نال رالف بانش جائزة نوبل للسلام عام ١٩٥٠ عقب نجاحه في إبرام هذه الهدنة.

إذن فالخط الأخضر خط هدنة وهمي وضعته ظروف الحرب، خدم إسرائيل بإعطائها مساحة أراضي أكبر مما كان مقررا لها حسب قرار التقسيم عام ١٩٤٧، وبات العرب الذين يعيشون داخل هذا الخط الأخضر يطلق عليهم عرب ١٩٤٨ أو عرب إسرائيل أو فلسطينيو الداخل وهم العرب الذين بقوا في قراهم ومدنهم بعد سيطرة إسرائيل عليها، وهو ما تسبب في فصلهم عن عائلاتهم في الضفة والقطاع وكذلك باللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن.

حرب ١٩٦٧ والتهام مزيد من الأراضي

اندلعت حرب عام ١٩٦٧ بين العرب وإسرائيل مجددا، واحتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية إضافة إلى سيناء المصرية والجولان السورية، ورفض المجتمع الدولي آنذاك هذا الاحتلال وطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها عام ١٩٦٧.

النكبة

ورفضت إسرائيل وظلت تسيطر عسكريا على الضفة والقطاع التي تقع وراء الخط الأخضر، وبات مصطلح “الخط الأخضر” يطلق على الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ والأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، ثم تم إقرار الخط الأخضر كحدود رسمية على أساس القرار الأممي ٢٤٢ الذي ينص على انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧.

ومن ثم إعلان الدولة الفلسطينية وفقا لحدود ٤ يونيو ١٩٦٧ ضمن مباحثات تسوية القضية بعد ذلك وصولا لاتفاقية أوسلو عام ١٩٩٣ والقبول بحل الدولتين جنبا إلى جنب وإقامة الدولة الفلسطينية على تلك الحدود كحل مؤقت لإقامة سلام شامل وعادل تسوى بعده قضايا الحل النهائي وأبرزها القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود وغيرها، وهو ما لم يحدث حتى الآن لعدم وجود نية حقيقية لدى إسرائيل التي تزيدها السنوات سعارا لالتهام مزيد من الأراضي والممتلكات الفلسطينية.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى