منوعات

أيمن عبداللطيف الكرفى يكتب: المواطن المصرى بين اقتصاد الأسرة وشكر النعمة

قلم صدق

انتشر بين المصريين في الآونة الأخيرة كفران النِّعَم نظرًا للحالة الاقتصادية، ما ولد آثارًا سلبية، كان المواطن أحد أسبابها، ليس من باب نفض اليد عن هذه الأزمة الطاحنة والقاصمة لظهور الكثير منا، ولكن من باب الأوليات ثم الثانويات، وذلك بعدما حولنا هذه الثانويات إلى أولويات، ما ولّد ضغطًا على حالتنا الاقتصادية، فبات التليفون المحمول صاحب الأوبشن المرتفع والسعر العالى لصاحب الاستخدام المحدود من أولويات المواطن العادى، وصار الإسراف في كميات الأكل سابقًا علي الكيفيات وثقافة لدينا، فلا فائدة للزيادة في الأكل بعد احتياجات الجسم، فتشير معظم الأبحاث إلى أن الإنسان يجب أن يتناول ما بين 1.2 و2 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وأن البروتين يؤخذ من مجموع البقوليات والنشويات والبروتينات وغيرها دون دفع الإنسان إلى التكلف لشراء البروتينات الحيوانى فرضًا ووجوبًا، وهو ما يثقل ميزانية الأسرة.

وقس على ذلك المأكل والمشرب والملبس والأجهزة وغيرها.. «كلوا واشربوا ولا تسرفوا»، وكل ذلك أصبح غمامة على عيون الكثير منا، وأصبحت النعم ليس إلا ما عهدته مسامعنا من شكر اللسان، وشكر القلب، وشكر الرضا.. ولكن هل جربت تشكر الله عمليًا؟.. سؤال غاب عن الكثير إلا من رحم ربي، فقد جهلنا اللغة العملية للشكر، أو بمعنى آخر «الشكر من جنس النعمة»، وخرجنا منذ صغرنا على جملة اعتاد عليها المصريون: غنيهم وفقيرهم، كبيرهم وصغيرهم، حضريهم وقرويهم، مسلمهم ومسيحيهم، ألا وهي (أشكر ربنا وأبوس إيدى وش وضهر على كذا)، وبالفعل يُقَبل الواحد منا اليد على شكر نعمة رزقه الله إياها، أو مصيبة أبعد الله عنه إياها، لذلك فى هذه الأيام ومع ضيق المعيشة، وفي ظل الظروف الراهنة العالمية عامة، وفى مصر خاصة، وبشكل تكافلى وتضامنى بين الفقير والغنى، تأتي فضيلة الشكر على عظيم النعم التى تغيب عنا، سواء كانت: صحة أو مالًا أو ولدًا أو سلطانًا.. أو غيرها من النعم، حبذا لو طبقنا الشكر عمليًا على نعم الله علينا، وهي كثيرة لا تحصى، «وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا» وما لم تسألوه أتاكم إياه.

فمنها على سبيل المثال لا الحصر: شكر الصحة، سواء بعافية لك، أو بمرض فيك: «داووا مرضاكم بالصدقات».. فلا شك فقد لامست ألم المريض الفقير ورفعت عنه ألمه هذا.. وشكر الشَبَع أن تشعر بالجوعان الفقير وتطعمه «والله لا يؤمن من نام شبعان وجاره جوعان».. وشكر السلطة أن تقضى للناس حوائجهم.. وشكر القوة أن تشعر بالضعيف وتكون سندًا له.. وشكر الأبناء والوالدين أن تشعر باليتيم ومساعدته.. وشكر العلم ألا تبخل بعلمك.. وشكر المال وإن قل إتاء الزكاة للفقير والتصدق عليه.. وشكر وجود الزوج الشعور بالأرملة والسعى عليها.. وشكر السيارة مساعدة من لا سيارة له،) مَن كانَ معه فَضْلُ ظَهرٍ فَلْيعدْ به على مَن لا ظَهرَ له، ومَن كان له فضلُ زادٍ فَلْيَعدْ به على مَن لا زادَ له وهكذا.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى