سلايدرفنون
أخر الأخبار

معابر الثقافي.. صوت أبناء سيناء ومدن القناة

كتب – محمود أنور

سيناء تلك البقعة الغالية والعزيزة على كل مصري، والتي تضعها الدولة على رأس أولوياتها في التنمية، إيمانا منها بأهميتها الاستراتيجية وعرفانا بتضحيات أهلها الكبيرة والمستمرة عبر التاريخ، حيث تنفذ بها عدة مشروعات تنموية عملاقة في المجالات كافة.

ولأن التنمية الثقافية تحمل أهمية كبيرة وتمثل هدفا رئيسا ضمن أهداف التنمية المستدامة، وتسير جنبا إلى جنب مع باقي جوانب التنمية كونها تعد عنصرا أساسيًّا لإنجاح المجهودات المبذولة لبلوغ هذه الأهداف، فقد حاولنا إلقاء الضوء على بعض خطوات التنمية الثقافية في سيناء وتحديدا منطقة شمال شرق، حيث أطلقت كلية الإعلام جامعة سيناء – فرع القنطرة شرق، مشروعها الثقافي “معابر.. حكايا شمال شرق”، خلال أبريل الماضي، الذي يكرس مفهوم الإعلام التنموي الهادف لخدمة سيناء ومدن القناة.

المشروع يوثق كثير من حكايا المكان والبشر في تلك البقعة الفريدة من أرض مصر، بما تتضمنه من تضحيات وبطولات وهموم وأحلام، إضافة إلى معالجة القضايا الجوهرية لهذه المحافظات بما يخدم واقعها، ويساهم في تنميتها بشكل حقيقي.
أصدرت الكلية حتى الآن خلال هذا المشروع عددين من مجلة “معابر”، حمل العدد الأول في أبريل الماضي عنوان “أصل الحكاية”، وجاء العدد الثاني خلال مايو الجاري بعنوان “هنا القنطرة”، وفي التقرير التالي نرصد بعضا من كواليس هذا المشروع الثقافي والتنموي المهم لأبناء المنطقة.

ماضي وحاضر أبناء شمال شرق
حرص القائمون على المجلة منذ العدد الأول الذي جاء بعنوان “أصل الحكاية” على التأكيد أنهم لم يقصدوا بها أن تكون مجرد إصدار صحفي وفقط، بل مشروع ثقافي مجتمعي يعبرون فيه من حكاية لأخرى، يرصدونها من قلب سيناء ومدن القناة، ليصنعوا قصة، يحكون ويوثقون فيها حكايا بشر وأماكن لها خصوصيتها وهويتها.
“أردنا أن نجعل المجلة – والتي هي واحدة ضمن إنتاج إعلامي متنوع الأشكال- صوتًا لأبناء شمال شرق، تعكس همومهم وأحلامهم، ماضيهم وحاضرهم، لننسج قصص حية عنوانها “الحقيقة” التي نعايشها معهم يوميًا”.. هكذا أوضحت إدارة التحرير.

 

عام من القراءة
عام كامل بين القراءة والبحث والنقاش مع طلاب الكلية من أبناء مدن شمال شرق قضته إدارة الكلية والقائمون على المشروع والمجلة، استمعوا إليهم، واشتبكوا معهم في صناعة القصص، وبناء أفكار الموضوعات، وبين السفر إلى هذه المحافظات، والتجول في شوارعها وأحياءها موثقَّين أسرار وكواليس كثيرة عنها.
وحول هذا تقول الدكتورة الأميرة سماح فرج، عميدة الكلية ورئيس تحرير المجلة: “المشروع هو ثمرة جهد أصوات وآراء حالمة، اشتبكنا معها على مدار عام ونصف العام، معايشين لقصصهم اليومية، ومنخرطين فيها شخصيًا بشكل يومي في سلسلة من الحكايا والموضوعات التي جعلتنا طرفا أصيلا في كل نقاش، أو مشكلة، أو سفرية، أو تجوال في مناطق اكتشفناها لأول مرة تقريبًا، واكتشف أصحابها كيف يمكنهم رؤية مجتمعهم بعيون مختلفة معنا”.

 

أصل الحكاية
بعنوان “أصل الحكاية” صدر العدد الأول من المجلة ليرصد تفاصيل الرحلة كاملة. واستقرت هيئة التحرير على أن تكون عناوين أبواب المجلة من قاموس شمال شرق؛ وهكذا جاء باب “المعدية” التي يرتبط اسمها وتاريخها بهذه المدن، ليوثق حكايا ساكني ضفتي القناة لأكثر من مائة عام، ثم ملف العدد، والذي رصدوا فيه حكاية من كل مدينة حاملة بين ثناياها قصص قد نقرأها للمرة الأولى، عاكسة للقطات حية صوتًا وصورة، وفي باب “عين على التاريخ” نقرأ قصة يروي تفاصيلها السيد “عبد العال محمد”، الذي شهدت حياته ذكريات حرب 1967، ونسجت على مر هذه السنوات، لحظات وذكريات ملؤها الفخر، ثم نقرأ “جاليري أصل الحكايا”، ورحلة بين مجموعة من الصور النادرة لمدن شمال شرق الخمس، والتي تدفعنا جميعًا لشعور أكيد بـالاعتزاز بالماضي.

 

القنطرة.. كواليس ماضي وحاضر المدينة

العدد الثاني من المجلة حمل عنوان “هنا القنطرة” ويضم – حسب مقدمة العدد – بين طيات صفحاته الوجه الآخر البراق لمدينة قلما تسمع عنها، إنها “القنطرة”؛ بشرقها وغربها، المكان والبشر. يكشف العدد أسرار وكواليس حاضر وماضي المدينة التي بقيت شاهدة على الأصالة والتفرد، وثقّنا الرحلة بمبدعيها، من أصحاب قصص الكفاح، وأسماء كُتبت في صفحات الوطنية والتضحية، والبطولات الرياضية المحلية والعربية.

تتبع العدد خيوط التاريخ في أماكن عدة، منها مقابر الكومنولث التي تضم نحو ألفين مدفن لجنود شاركوا في الحربين العالمية الأولى والثانية، وجاء ملف العدد الرئيس، لمعرفة حقيقة الرواية حول تاريخ القنطرة، حيث رصد قصة جزيرة أم الريش الشاهدة على حكايا أقدم القبائل في القنطرة، ومنها إلى تبة الشجرة التي تحولت إلى مزار سياحي، ثم حكايا المسجد والكنيسة معًا، وهما على رأس ذكريات الحرب، وصولا لـ”جاليري شمال شرق” الذي يضم الذكريات؛ صور تحدث بحكايا الأماكن والأشياء، وما مر عليهما في القنطرة (شرق/ غرب).

رؤية ورسالة
حول الهدف من المشروع تقول د. الأميرة: “إن المشروع يعكس رؤية ورسالة مؤسسة أكاديمية حديثة العهد ارتأت أن تجعل شعارها العمل والتحدي في منطقة لا تزيد عن عدد صغير من الكيلومترات، وهو مع ذلك يتضمن العديد من الأشكال الإنتاجية المبهرة التي تعكس واقع مدن شمال شرق، والتي تتنوع بين الإنتاج المطبوع، والمرئي، والمسموع، بما يعكس التكامل بين الأقسام الثلاثة بالكلية؛ “الصحافة، الإذاعة والتلفزيون، العلاقات العامة”، وبما يواكب التقنيات الإنتاجية الحديثة، ويساهم في انخراط الطلاب في التعامل الحي مع أحدث المستجدات في مجال الإعلام؛ فكرًا وصناعة.

جيل جديد
حُدد الهدف من “معابر” في تقديم مساهمة تؤهل وتكوّن جيل من الشباب المتمكن من أدواته علميًا ومهنيًا؛ جيل من الخريجين المؤهلين لمواجهة واقع إعلامي عالمي تتغير أدواته دقيقة بدقيقة وليس يوم بيوم. جاءت “معابر”، إذن، لتجعل من شعارها “حكايا شمال شرق” بوصلة أساسية في “رؤية وسماع” القصة، مع وعد من القائمين على المشروع بأن تحمل الأعداد القادمة من المجلة قصصًا وموضوعات نوعية تعزز الدور الحقيقي للإعلام في قلب سيناء ومدن القناة.

 

لا شك مشروع كبير ومهم للغاية وجهد حقيقي مبذول يعكس وعيا صادقا بالمفهوم الشامل للتنمية البشرية وفي القلب منها التنمية الثقافية في محاولة لتطوير وجدان معرفي مستقبلي يؤمن بقدرات الإنسان على الإبداع والتميز.

معابر
معابر

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى