كشف د. محمد الجندي في برنامجه “تكنو تالك” علي قناة القاهرة والناس عن عصر البيانات الضخمة الذي نعيش فيه مؤكدا أن المعلومات والبيانات تتضخم بشكل متزايد ومتسارع جدا. وأشار في حديثه إلى موقع www.Internetlivestats.com الذي يتضمن إحصائيات هامة لتداول المعلومات علي الانترنت. حيث تخزن المعلومات في مراكز البيانات والتي يطلق عليها عقل الانترنت التي تحتوي على آلاف من الأجهزة المتخصصة تعرف باسم سيرفرات وتتواجد في أماكن متفرقة على مستوى العالم في مبان ضخمة مع خصوصية وحماية شديدة، ولها قدرات فائقة على معالجة البيانات، الأمر الذي يسمح لها بتقديم خدمات مختلفة باستخدام هذه البيانات، كخدمة البريد الإلكتروني من شركة جوجل.
ما لا تعرفه عن جوجل.. أشار الجندي أن شركة جوجل ليست شركة بحث فقط، بل هي شركة مربكة للأسواق التي تقدم نفس خدمات جوجل. بدأت جوجل المكسب الفعلي في أكتوبر سنة ٢٠٠٠، عندما أطلقت خدمة الإعلانات ونتيجة ذلك بدأت الأموال تمطر جوجل، الأمر الذي جعل لاري بايج وسيري لابرناد مؤسسي الشركة بتعين مدير تنفيذي له باع كبير في مجال الشركات التقنية وتم اختيار اريك شيمث الذي أدار من قبل شركة نوفال الشهيرة وشركة سان مايكروسيستم. وفي عام ٢٠٠٤ طرحت شركة جوجل أسهمها في البورصة ليجني المؤسسون والعاملون بالشركة الملايين بسبب التقنيات التي ابتكرها وتطورها العاملون في جوجل، ولم يقف حلم جوجل عند ذلك الحد بل بدأت في البحث عن شركات التكنولوجيا الناشئة لضمها إلى إمبراطوريتها.
ومن أهم الشركات التي استحوذت عليها جوجل شركة أندرويد التي تأسست في ولاية كاليفورنيا عام ٢٠٠٣ وغيرت شكل سوق المحمول في العالم، تم شراؤها في ٢٠٠٥ بقيمة ٥٠ مليون دولار وتم تعيين مدير شركة أندرويد آنذاك للعمل في شركة جوجل. من أهم مميزات أندرويد انه مفتوح المصدر الأمر الذي يتيح استخدام هذا النظام لتشغيل أجهزة مختلفة مثل التلفزيون والسيارة وغيرها وهذا ما نراه اليوم، كما أتاحت شركة أندرويد دخول شركة جوجل للصين باستخدام خدمات متعددة كخدمة الدفع عن طريق الهاتف. وفي نوفمبر ٢٠٠٦ استحوذت جوجل علي موقع يوتيوب بحوالي ١،٦ بليون دولار.. ويعتبر يوتيوب من أكثر خدمات جوجل المنتشرة والمحققة للوصل.
وجدير بالذكر أن الأرباح التي حققها يوتيوب فقط تفوق أرباح محركات البحث الأخري مثل بينج وأسك.
وفي ٢٠١١ قامت جوجل بشراء شركة موتورولا موبيلتي بمبلغ ١٢،٥ بليون دولار، لتعيد بيعها لشركة لينوفو الصينية مقابل ٢،٩ بليون دولار. هل خسرت جوجل في هذه الصفقة، بالطبع لا، فقد كان لجوجل غرض من هذه الصفقة وهو أن شركة موتورلا آنذاك كان لها العديد من المميزات في نظامها لتضمها جوجل في نظامها أندرويد وتحل مشكلة براءة الاختراع.
ومن أغرب الشركات التي استحوذت عليها جوجل هي شركة بوسطن داينامكس وهي متخصصة في صناعة الروبوت واشتهرت بصناعة روبوت لوزراة الدفاع الأمريكية. تم شراء الشركة في عام ديسمبر ٢٠١٨ بسعر غير معلوم. لا أحد يعرف لماذا تشتري جوجل شركات من هذا النوع ولكن من الواضح أن المستقبل مليء بالمفاجآت خاصة عندما تضيف لمجموعة شركات الروبوت شركة مثل ديب مايند وهي شركة بريطانية متخصصة في الذكاء الصناعي والتي تأسست في ٢٠١٠ واستحوذت عليها جوجل في ٢٠١٤ لتصبح الشركة تحت مشروع جوجل اكس الذي يدرج تحته كل الشركات المتخصصة في هذا المجال. ديب مايند شركة تعمل علي محاكاة طريقة تفكير الانسان، وكيف يتعلم الحاسب الآلي من خلال التجربة والخاطئ وهو ما يعرف ب تعلم الآلة ويشير الخبراء إلى أن للخوارزميات المعقدة التي استخدمتها شركة ديب مايند ستستخدمها جوجل في تطوير البحث الخاص بمحرك البحث الخاص بها.
يكمن السر في مشروع جوجل اكس الشبه سري وغير المعروف الغرض من مشاريعه والتي أغلبها ترتبط بالذكاء الصناعي والربوت. ومن أكثر المشاريع إثارة في جوجل اكس هو مشروع جوجل لون، والغرض منه نقل الانترنت لحوالي ٤ بليون شخص حول العالم لا يملكون الخدمة عن طريق بالونات تنقل الخدمة بشكل لاسلكي.
وأكد الجندي على أن جوجل تستحوذ على العالم من خلال المعلومات والخدمات التي تقدمها لتصبح ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي الجديد.
