ثقافةرأيسلايدرعرب وعالممنوعات

مراهنات نوبل تطل برومانى وفرنسية

قبل ساعات من الإعلان عن الفائز بجائزة الأدب 2021

كتب – جمال المراغى

عادت المراهنات تضرب بقوة من جديد في جوائز نوبل وتحديدًا جائزة الأدب، وهو ما يرى فيه البعض إثارة ممتعة، ولكن الكثيرون يشعرون معها بالقلق وأن هناك ما يحدث ويمكن أن يفسد عملية اختيار من يستحق ويهز استقرار الأكاديمية المانحة لها، وتأتي المراهنات هذه المرة مختلفة كثيرًا، وربما في هذا الاختلاف ما يطمئن المتخوفين أو يزيد من تخوفاتهم على حسب الأسباب التي تؤدي لذلك. 

برزت بين مكاتب المراهنات ثلاثة لديها رصيد كبير عند عملائها في مختلف المجالات التي تضارب فيها وخاصة الرياضة، واثنان منها بات لها تاريخ مع جوائز نوبل وهما نيسروودز ولادبروكس، والثالث ظهر بقوة هذا العام وهو بوكيزوود، ولا يخفى على أحد من المهتمين بنوبل أن هذه المكاتب تستعين بخبراء في الكتب وآخرين في جوائز نوبل والأكاديمية المانحة وأعضائها من أجل وضع قائمة بالمرشحين، ومنذ عشر سنوات تدور المراهنات في فلك مجموعة من الأسماء تأبى الأكاديمية أن تمنح متصدريها الجائزة حتى وإن كانوا يستحقونها، ويختلف ترتيب الكتاب في القوائم من عام لآخر، ولكن تظل الأسماء ذاتها التي يتم ترشيحها كل عام.

لكن الاختلاف هذا العام يأتي مع ظهور كاتب وكاتبة على قمة القوائم فجأة قبل يوم واحد فقط من الإعلان عن الفائز، ولم يكونا بين العشر الأوائل في أي منها، ليذكرنا ذلك بالاستثناء الوحيد الذي كان عام 2015 عندما ظهر اسم البلاروسية “سيفيتلانا أليكسفيتش” قبل أكثر من أسبوع من الكشف عن الفائز وتصدرها لكل قوائم المراهنات فجأة وسط عدم قناعة الخبراء والمتخصصين باحتمالية فوزها من جانب، وتكهنات بأن هناك تسريب حدث لدى مؤسسة نوبل ولجنة التحكيم بها والذي تأكد بعد الإعلان عن فوز سيفيتلانا بالجائزة، وما يزيد المخاوف أن هناك تباين في ترتيب الكتاب بشكل كبير بين قائمة مراهنات وأخرى، وهو ما لم يحدث من قبل منذ بداية مراهنات نوبل التي كادت خلاله تطابق جميع قوائم مكاتب المراهنات المختلفة.

وكأن التاريخ يعيد نفسه ولكن بتسارع أكبر، ففي أقل من 24 ساعة، وتحديدًا قبل يوم واحد من الإعلان عن الفائز، جاء من بعيد الكاتب الروماني المتميز متعدد المواهب “ميرتشا كارتاريسكو” وتصدر قائمة مراهنات “نيسرووذز” ليزيح الياباني “هاروكي موراكامي” الذي كان في صدارتها منذ سنوات وليس العام الحالي فقط، يليه الروسية “ليودميلا أوليسكايا” التي تقدمت  هذه المرة على الكندية “آن كارسون” ثم الفرنسية “أني إرنو” التي جاءت من بعيد هي الأخرى ولكنها توقفت في تلك المراهنات عند المرتبة الخامسة ودفعت لأسفل كل من الكيني “نيجوجي وا ثيونجو”، الكندية “مارجريت أتوود” على الترتيب وأخيرًا الجوادلوبية “ماريس كوندي” التي اقتحمت قمة الترشيحات منذ فوزها بجائزة نوبل البديلة، وبعد ساعات وفي مساء ذات اليوم تغير الترتيب بداية من المرتبة الثانية فيما حافظ الروماني على صدارته، حيث تقدمت الروسية للمرتبة الثانية فالكندية “آن” واقتحم قمة القائمة النرويجي “جون فوس” وعاد الكيني للمرتبة الخامسة وحل الياباني سادسًا ثم الفرنسية “أني إرنو” يعقبها الجوادلوبية ثم أتوود تاسعة.

بينما ظهرت الناقدة الأدبية الفرنسية “أني إرنو” فجأة تمامًا كما ظهر الروماني، ولكن في قائمة مراهنات لادبروكس، إلا أنها اكتفت بالمرتبة الثانية حتى كتابة هذه السطور ولم تتجاوز الياباني “هاروكي موراكامي” ثم حل الكيني “نيجوجي وا ثيونجو” ثالثًا تليه الكندية “مارجريت أتوود” فالكندية “آن كارسون”، الأمريكية السمراء “جامايكا كينكيد” التي اقتحمت قمة القائمة فالروسية “ليودميلا أوليسكايا” وأخيرًا الجوادلوبية “ماريس كوندي”.

في حين أزاحت الفرنسية “أني إرنو” الجميع وتصدرت قائمة بوكيزوودز وجاء بعدها الكيني “نيجوجي وا ثيونجو” ثم الياباني “هاروكي موراكامي”، الكنديتين “مارجريت أتوود” و”آن كارسون” على الترتيب، فالأمريكية السمراء “جامايكا كينكيد” ثم الروسية “ليودميلا أوليسكايا” تليها الجوادلوبية “ماريس كوندي” الوحيدة التي حافظت على مرتبتها الثامنة في مختلف القوائم.

قياسًا بالماضي المخيف والفضيحة التي تسببت في تأجيل جائزة الأدب عام 2018 لتُمنح مع جائزة عام 2019، فإن وراء صعود الروماني والفرنسية لقمة المراهنات تسريبًا وهو ما يضعنا أمام بعض السيناريوهات الصعبة، فإما أن يكون التسريب مقصودًا من أجل تضليل مكاتب المراهنات وهو ما سيجعلهم يتعاملون مع الأكاديمية المانحة بعنف في السنوات القادمة، أو أن هذه المكاتب نجحت في التوصل لبعض الأسماء المرشحة، مما يجعل الأكاديمية المانحة أمام خياران كلاهما مُر، إما أن تتجاهل المراهنات وتمنح الجائزة لمن يقع عليه الاختيار خلال التصويت الأخير حتى وإن كان الروماني أو الفرنسية اللذان تم تسريب اسميهما وهو ما سيثير الجدل ويعيد الحديث عن الفساد من جديد، أما الخيار الثاني فهو حذف الثنائي من القائمة القصيرة وهو ما قد يحرم من يستحق فقط لأن اسمه تم تسريبه مثلما حرم آخرين لأن مكاتب المراهنات وضعتهم في قوائمها وتصدرتها أسمائهم.

      مراهنات نيسرووذز صباح 6 أكتوبر 2021

مراهنات نيسرووذز مساء 6 أكتوبر 2021

مراهنات لادبروكس

مراهنات بوكيزوود

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى