كتب: بيجاد سلامة
هو محمد بن علي بن منصور الشنواني الشافعي الأزهري، ولد بقرية شنوان بمحافظة الغربية
يقول عنه الجبرتي: هو شيخ الإسلام الفقيه العلامة والنحوي المعقولي، كان مهذَّب النفس متواضعًا مع الانكسار والبشاشة لكل أحدٍ من الناس، ويقول: كان عند فراغه من الدروس يُغيِّرُ ثيابه ويكنس المسجد وينظف القناديل ويعمرها بالزيت، ولم يناقش غيره في التدريس، وإنما قنع بإلقاء دروسه بالجامع المعروف بـ»الفكهاني» بالعقادين، قريبًا من داره، فأقبل عليه الطلاب وانتفعوا بآرائه وتوجيهاته، كما انتفعوا بأخلاقه وآدابه ويتهافت علي علمه الآخَرون.
وقد ظل الشيخ يعلم ويتعلم، ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء، ويضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه، فأفاد بلسانه العديد العلماء الذين كانوا يعتزون به وتلقى تعليمة على أيدي أشهر العلماء عصره في الحديث والفقه والتفسير واللغة وعرف بالتواضع والسماحة وشدة الحياء وكان مولعا بالنظافة، خاصة المسجد فكان يخلع ثيابه ويقوم بتنظيف المسجد حتى المراحيض، ويحث الناس على النظافة لإنها قاعدة من قواعد الدين وكان يقرأ الدروس ويفيد الطلاب ونال شهرة علمية في علوم النقل والعقل، وكان متبحرًا في علوم اللغة، كما كان مولعًا بعلم الكلام والرياضيات، بقي يُلقِي دروسَه ويُؤدي خدماته إلى نهاية أجله. مشايخه
توليه المشيخة
تدخل محمد علي بشكل مباشر لاختياره، وكان الإمام محمد العروسي من المزاحمين للشيخ الشنواني في ولاية المشيخة، لولا أن محمد علي باشا آثر عليه الشيخ الشنواني؛ لما عرفه عنه من تواضعه وانصرافه عن مظاهر السلطة، وكان محمد علي باشا قد ضاق بتدخل الشيخ الشرقاوي وعمر مكرم في شئون الحكم دفاعًا عن حقوق الشعب.
لما تُوفي الشيخ الشرقاوي اتجهت إليه الأنظار وتهرب، وغاب بعيدًا عن بيته، لكن الوالي محمد على أَمَر القاضي أن يجمع العلماء واختيار شخص خال من الأغراض والشبهة، فوقع الاختيار عليه؛ فأمر الجند بالبحث عنه، وأوكلَ إليه المشيخة بعد رفضه الشديد.
لكن محمد على أصر عليه، وجعله شيخًا للأزهر، وكانت هذه أول مرة يتم اختيار شيخ للأزهر على خلاف رغبة علماء الأزهر الذين كانوا يختارونه منذ بدء هذا المنصب.
مؤلفاته
- شرح جوهرة التوحيد
- الجواهر السنية بمولد خير البرية
- مختصر البخاري لابن أبي جمرة
- حاشية علي السمرقندية في علوم البلاغة
- حاشيته علي العضدية في آداب البحث
وفاته
بقي طول حياته سمته التواضع، وأقبلت عليه الدُّنيا فلم يهنأ بها؛ فقد أعترته الأمراض وعاودته الأسقام، فكان كلَما اشتد عليه المرض لزم بيته، وإذا ذهب عنه عاد إلي عمله وهكذا.
حتي لبي نداء ربه يوم الأربعاء 14 محرم سنة 1233هـ، 1818م، وصُلِّيَ عليه في الأزهر الشريف، وحمل في جنازة مهيبة إلي قبره في ترب المجاورين