سلايدرمنوعات

قصة ياروكلاس.. أول بابا للكنيسة

كتب: بيجاد سلامة

ولد عام 180م، في الإسكندرية لأبوين وثنيين صارا فيما بعد مسيحيين وأدخلا ابنهما ياروكلاس المدرسة اللاهوتية ليدرس العلوم بها، علي يد معلمه أوريجينوس وتفوق عليه.

وبعد نظرًا لرحيل أوريجينوس إلى قيصرية فلسطين وتركه للمدرسة اللاهوتية أقام البابا ديمتريوس ياروكلاس رئيسًا بدلًا منه. اكتشف القديس ديمتريوس البابا السكندري إمكانيات هيراقلاس الروحية في الكرازة وقدرته على تعليم الموعوظين وإرشاد المؤمنين فسامه قسًا فقمصًا، وسمح له أن يعظ في الكاتدرائية بالإسكندرية حتى يتمتع به الشعب الذي لم يتمكن من سماعه من خلال المدرسة اللاهوتية. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). وكان هذا الاختيار من البابا قد صادف أهله حيث أن ياروكلاس كان يمتلك من المواهب والإمكانيات الإنسانية ما مكّنه من التأثير المباشر العميق في نفوس الشعب لعذوبة وحلاوة حديثة وقوة منطقه وسلاسة عباراته حتى أن اللَّه أراد أن يفرحه بهذه المواهب والإمكانيات فجعله يكتسب عددًا ليس بقليل من الوثنيين وأدخلهم إلى المسيحية بقوة وعمق، كما أظهر حبًا فائقًا في خدمته للمؤمنين.

بابا الإسكندرية:

في عام 224 م، اُختير خليفة للقديس ديمتريوس بابا الإسكندرية، وعمل على رد الكثيرين وإعداد الداخلين في المسيحية، وقد كرس تعبه وجهوده على التعليم والوعظ وإرشاد المخالفين فرعى رعية المسيح أحسن رعاية وأفضل تدبير، حتي أنه لم يجتذب الوثنيين فقط بل اجتذب الجاحدين وعلمهم طريق الخلاص بالتوبة وقبلهم دون إعادة المعمودية مرة أخرى، بالإعتراف والتوبة الصادقة الحارة المعلنة جهارًا يطلبون فيها العفو، متوسلين توسلًا عظيمًا لرجوعهم إلى حضن أمهم الكنيسة المجيدة.

فكان البابا ياروكلاس بهذا الأمر أباً عطوفًا رحيمًا بأولاده الذين ضعفوا وسقطوا.

ولذلك أراد الشعب مع الكهنة في مصر، الذين أحبوه جدًا أن يميّزوه عن بقية الأساقفة فدعوه بالقبطية papa “بابا” التي تعني “أب”.

وهكذا يُعتبر أول مسئول كنسي في العالم المسيحي يحمل هذا اللقب قبل أن يُستخدم في روما. ويرى البعض أن هذا اللقب استخدم من قبل منذ أيام القديس إينيانوس الذي رسمه القديس مرقس الرسول، وذلك كما ذكر المؤرخ المقريزي.

وبعد أن اطمأن قلب البابا على شعبه ورعيته، وبعد التعب والجهاد العظيم الذي بذله، أنتقل إلى مساكن الأبرار بعد أن جاهد الجهاد الحسن وأكمل السعي، مدة 16 سنة وشهر.. وكانت نياحته في 8 كيهك سنة 247م.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى