سلايدرمنوعات

قصة شارع.. تعرف على تاريخ نوبار باشا

كتب – بيجاد سلامة

هو نوبار الذي ولد في “سمرينا” بتركيا في 4 يناير 1825، كان والده تاجر أرمني اسمه “مجرديتش نوباريان” عينه محمد علي باشا معتمدًا أساسيًا له في الأناضول أثناء الحملة المصرية الأولى على الشام ثم عينه خلال الحملة الثانية عام 1839 معتمدًا مصريًا في باريس، وتوفي هناك قبل عودته إلى مصر.

تلقى نوبار تعليمه في مدارس سويسرا، فالتحق بإحدى المدارس الابتدائية بمدينة جنيف، ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال تعليمه، فأتم دراسته عام 1840.

عاد نوبار إلى مصر عام 1841، فعمل سكرتيرًا لدي خاله بوغوص بك يوسيفيان، الذي كان وزير التجارة والأمور الخارجية، ولم يلبث طويلاً حتى كلفته الحكومة المصرية بأول عمل له خارج مصر في باريس عام 1842، وعقب عودته عمل ترجمانًا، ومنح رتبة البكباشي ثم أصبح ترجمانًا ثانيًا لمحمد علي باشا عام 1844، ومنح رتبة قائممقام عام 1846.

وفي عام 1847 أصبح نوبار مترجمًا لإبراهيم باشا ابن محمد علي باشا، فصحبه معه في مهمة خاصة إلى أوروبا، وقد رقي لرتبة أميرالاي عام 1849، ثم أصبح “باشترجمان” عام 1850.

وحينما تولى عباس باشا حكم مصر، احتفظ بنوبار مترجمًا له، وأرسله في 1850 إلى إنجلترا كممثل له ليقاوم نوايا السلطان العثماني الذي كان يحاول التملص من شروط المعاهدة التي ضمنت حكم مصر لعائلة محمد علي، وتسوية حقوق وراثة حكم مصر. وقد نجح نوبار في مهمته، وأنعم عليه بلقب “بك”.

وفي عهد سعيد باشا عين سكرتيرًا له في عام 1854، كما تولى تنظيم المرور العابر بين القاهرة والسويس عام 1854.

عندما تولى إسماعيل باشا حكم مصر، أصبح نوبار مترجمًا له وقد انتدبه للذهاب إلى الآستانة للمفاوضة بأمور مهمة، فلما عاد أنعم عليه إسماعيل باشا بالرتبة المتمايزة، وبعد قليل نال رتبة اللواء من “السلطان عبدالعزيز” أثناء مروره بالإسكندرية في سياحته إلى أوروبا، ولم يزداد إسماعيل باشا إلا ثقة في نوبار واعتمادًا عليه، فلما نشأت مشكلة قنال السويس بين الحكومة المصرية وشركة القنال عام 1864 أسند إليه السعي في حلها فسوَّى ذلك على أسلوب رضي به الفريقان.

أصبح نوبار ناظرًا للأشغال العمومية بعد تأسيسها على يده عام 1864، كما أسندت إليه إدارة السكك الحديدية ولم يكن لها مدير خاص وظلت تابعة له حتى يناير 1866.

ثم تولى مهام منصب ناظر الخارجية من 10 يناير 1866 إلى 6 يناير 1874، فنظارة المالية، ثم ناظراً للتجارة في سبتمبر 1875 حيث تأسست هذه النظارة في ذلك العام، وتولاها نوبار إلى جانب نظارة الخارجية، ثم ناظرًا للخارجية مرة أخرى حتى يناير 1876.

نوبار رئيسًا للوزراء:

أصاب مصر أزمة مالية مما تراكم عليها من الديون، بسبب نفقات الخديو إسماعيل في سبيل عمارة القاهرة واستصدار الفرمانات الخاصة بوراثة العرش وغيرها من الأمور، حتى أفضى الأمر إلى مراقبة الدول والسعي في غل يديه وضبط الميزانية والاقتصاد فيها، ورأت الدول أن تقيد حكومته بالشورى، فاقترحت عليه تشكيل أول وزارة مسئولة عن إدارة شئون البلاد، فقام الخديو إسماعيل بتكليف نوبار لتشكيل النظارة، فشكلها في 28 أغسطس 1878، وقد سميت بالنظارة الأوروبية نظرًا لوجود وزيرين أوروبيين بها؛ أحدهما إنجليزي والآخر فرنسي. ولكن ذلك لم يكن ليرضي الخديو إسماعيل، فلم تمضِ على تلك الوزارة الشورية سبعة أشهر حتى حلها إسماعيل في 23 فبراير 1879.

وعلى أثر ذلك تدخلت الدول الأوروبية وخاصة انجلترا لدى السلطان العثماني لخلع الخديو إسماعيل، فصدر فرمان في 26 يونية 1879 بخلع إسماعيل وتولية نجله توفيق باشا.

وقد سافر نوبار باشا من مصر، على أنه كان يتردد إليها حينًا بعد آخر، فحدثت الثورة العرابية وعقبتها الحوادث السودانية، حيث قامت الثورة المهدية بالسودان، واستفحل أمر المهدي. فأشارت إنجلترا على الحكومة المصرية سنة 1884 بإخلاء السودان والتخلي عنه، وكانت الوزارة المصرية إذ ذاك برئاسة شريف باشا، فلم يوافق إنجلترا على هذا الأمر، فألحَّت عليه ففضَّل الاستقالة على أن يرتكب ذلك الخطأ.

فقام الخديو توفيق بإستدعاء نوبار باشا وعهد إليه بتشكيل وزارة جديدة، فشكلها في 10 يناير 1884، وتولى هو أيضًا نظارة الخارجية، ووافق إنجلترا على إخلاء السودان، واستمر في ذلك المنصب حتى 9 يونية 1888.

تولى نوبار نظارته الثالثة في 15 أبريل 1894 بناء على ترشيح المعتمد البريطاني في مصر “اللورد كرومر”، وقد استسلم نوبار تمامًا في هذه النظارة للنفوذ الإنجليزي.

ثم حدث خلاف بين نوبار وعباس حلمي الثاني، بسبب رفض الأخير رجوع جده الخديو إسماعيل إلى مصر، بعد أن أصابه المرض وتدهورت حالته الصحية، وإرادة عباس أن يقضي جده أيامه الأخيرة في مصر، إلا أن نوبار أصر على موقفه، حتى توفي إسماعيل وهو في أوروبا، وقد زاد هذا الموقف من كره عباس لنوبار، لذلك سعى بكل الوسائل إلى التخلص منه وقد تمكن من التخلص منه في 12 نوفمبر 1895 بمساعدة الإنجليز.

وبعد إقالة نوبار من الوزارة انقطع إلى خصوصياته حتى أصابه المرض، فسافر إلى أوروبا للاستشفاء، فأدركته الوفاة في 14 يناير 1899، فنُقلت جثته إلى مصر، ودُفنت فيها.

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى