سلايدرمنوعات

قصة شارع.. أحمد مظلوم باشا التركى

كتب: بيجاد سلامة

هو أحمد محمد مظلوم، ولد بمدينة القاهرة عام 1858، من أصل تركي، والده “محمد مظلوم” كان مديرًا للأوقاف المصرية وقد تلقى تعليمه الأولي بمدارس القاهرة، ثم سافر إلى إنجلترا لإستكمال دراسته، وهناك درس الاقتصاد وتخصص فيه. وبعد أن أتم دراسته عاد إلى مصر.

عقب عودته عين بوظيفة “تشريفاتيًا” في المعية الخديوية، ثم بعد ذلك أتجه إلى القضاء، فعين قاضيًا بالمحاكم المصرية، وتدرج في المناصب القضائية حتى أصبح رئيسًا لمحكمة الاسئناف. كما تولى منصب محافظ القناة.

يعد شاهدًا على حقبتين؛ فتولى رئاسة الجمعية التشريعية في أواخر عهد الخديو “عباس حلمي الثاني”، وفي بداية عهد الملك فؤاد الأول، بعد أن تغير اسم البرلمان إلى مجلس النواب، تولى أحمد مظلوم رئاسته في الفترة من 15 مارس 1924 حتى 24 ديسمبر 1924.

تولي العديد من المهام النظارية (الوزارية)، بل أنه يُعد أحد أكثر النظار استمرارًا في دولاب العمل التنفيذي للدولة، إذ قضي أكثر من عقد ونصف من عمره في ذلك الميدان، وقد بدأ هذا الطريق وهو في الخامسة والثلاثين من عمره، حيث تولى مهام منصب ناظر الحقانية (وزير العدل) في نظارة حسين فخري الأولى، واستمر في نفس المنصب في وزارة مصطفى رياض الثالثة.

ثم شغل منصب ناظر المالية في نظارة نوبار الثالثة، وأستمر في نفس المنصب في نظارة مصطفى فهمي الثالثة.

وقد أختير مظلوم وزيرًا للأوقاف في وزارة سعد زغلول، وقد حدث تعديل وزاري في 31 مارس 1924، حيث قام مظلوم باشا بترك الوزارة وتولى رئاسة مجلس النواب وحل مكانه في الوزارة محمد نجيب الغرابلي، ثم حدث تعديل آخر في 24 يوليو حيث تم تعيين مظلوم باشا وزيرًا مرة أخرى، ولكن من غير وزارة يتولاها.

والجدير بالذكر أن مظلوم باشا قام بدور إصلاحي في المجالات الاقتصادية، فقد أسهم في وضع أسس الاتفاق بين إنجلترا وفرنسا، وبموجبه تمكنت مصر من الحصول على أموالها الاحتياطية في صندوق الدين.

وقد تمكن مظلوم من الحفاظ على توازنه كسياسي مستقل في إطار تفاعلاته مع كافة التيارات السياسية الأخرى، إذ كانت تربطه علاقة قوية بكبار رجال الدولة وبالقيادات الرئيسية للأحزاب، وكذلك بكبار رجال الأدب ولاسيما؛ أمير الشعراء أحمد شوقي، كما أتاحت له مناصبه سواء بالمعية السينة أو بالجمعية التشريعية أن يظل على علاقة قوية ببقية أجنحة السلطة، سواء كانت سلطات الاحتلال أو القصر.

توفي أحمد مظلوم باشا عام 1928، بعد حياة حافلة بالكثير من الأحداث والتجارب.

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى