رأيرياضةسلايدر
أخر الأخبار

حريف ولكن (1).. مارادونا وقصة النجاح الفاشل

كتب – محمد إيهاب عزب

هل سألت نفسك في يوم من الأيام، أن بعض الأساطير التي نجحت في عالم كرة القدم، كانت تستطيع أن تصل إلى أبعد من ذلك لكنهم فشلوا في الوصول لأبعد نقطة في مسيرتهم؟! سلسلة جديدة تقدمها النيل 24 بعنوان حريف ولكن، لعرض مسيرة بعض نجوم كرة القدم، وهل بالفعل كانو يستحقون هذا النجاح فقط أم أن تقصيرهم في حق أنفسهم أضاع عليهم نجاحًا مضاعفًا.

 

ملك الأرجنتين غير المتوج، ملهم كرة القدم، وأفضل لاعب مهاري في التاريخ للبعض، أنه دييجو أرماندو مارادونا، ابن منطقة “فيلا فيوريتو” شديدة الفقر حالها كحال معظم مناطق الأرجنتين بالعقد الماضي، ولكن هل تؤمن بالحظ السعيد، كما أمن به مارادونا طوال حياته، بالفعل كقصص الروايات الخيالية، بدأ حياته الكروية مداعباً الكرة، ويقال انها من اوائل الهدايا القليلة التي حصل عليها في طفولته المبكرة، ولم يكن يفارقها ابداً حتى إنه كان يحتضنها كلما نام في منزله خوفاً من سرقتها، وهو من اعطاها الحب والدفئ لكي تعطيه الشهرة والنجومية التي وصل لها.

بزغ نجم ماردونا سريعاً في الأوساط المحلية الأرجنتينية ليبدأ مسيرته الكروية في لوس سيبوليتاس، الذي لعب له عقب مشاهدته من قبل كشافي النادي التابع لأرجنتينيوس جونيورز وهو يداعب الكرة مع نادي الحي المسمى بإستريلا روجا.

والمدهش في الأمر أن الجماهير كان تحتشد في بعض الأوقات لمشاهدة طفل في عمر ال12 عام يداعب الكرة بين أشواط اللقاء ويمتعهم بسحره، لكنهم لم يكن يعلموا أنهم يشاهدو أحد مؤسسي المتعة في عالم كرة القدم.

تطور الأمر سريعاً بزغ نجم مارادونا بشكل لا يصدق حتى أنه خاض أول لقاء احترافي له قبل أن يتم الـ16 عامًا، مع نادي أرجنتينوس جورنيورز الذي قضى بين صفوفه خمس سنوات لينتقل بعدها إلى العملاق بوكا جونيورز، مفضلاً اياه على نادي ريفر بليت والذي كان سوف يجعله الأعلى اجراً في تاريخ الدوري الأرجنتيني وقتها ولكنه رفض ذلك حباً في نادي الفقراء كما يطلق عليه في الأرجنتين.

تطور سريع في مسيرة ماردونا والذي انتقل لبرشلونة عقب كأس العالم 1982 والذي شهد بدايته الأوروبية، بلأنتقال لبرشلونة ومن هنا بدأت مسيرة النجم الأسطوري في الأنحدار حيث بدأ في الاتجاه بعض الشئ لحياة الملاهي الليلة حاله كحال معظم لاعبي القارة اللاتينية، ولك يكن رحيل ماردونا من النادي الكتالوني بل كانت من الباب الخلفي حيث رحل آثر مشاجرة بنهائي كأس ملك إسبانيا وقتها لعدم ضبط نفسه أمام جماهري ولاعبي اتلتيتكو بلباو، ليرحل بعدها إلى إيطاليا بأتجاه نابولي وهي المدينة التي أحبته ودمرته في نفس الوقت.

أشارت بعض التقارير أن انتقال مارادونا إلى نابولي كان يداية تدمير مسيرته بسبب تواصله مع رؤؤس المافيا في المدينة وقتها، والذي كان يجلس معهم جلسات ليلية خارقة، بشكل مستمر مما آثر عليه بشكل واضح وجعله يدمن الكحول والمخدرات، كما أنه تورط في مشكلة كبيرة تتعلق بأحد ابنائه غير الشرعيين، وكانت اللحظة الحاسمة بفشله في اختبار المخدرات وإثبات تعاطيه للكوكايين والذي أدى لإيقافه لمدة 15 شهرًا، ومن ثم عودته إلى نادي إشبيليه الإسباني عقب انتهاء الإياقف ولكنه لم يوفق معه ليعود مرة آخرى إلى بلاد التانغو ليعتزل بحلول العام 1997، وكان إقصاؤه بفضيحة المخدرات الشهيرة في كأس العالم 1994 بأمريكا والتي أثير حولها جدل كبير هي الضربة القاضية لمسيرته الكروية والتي امتدت حوالي 22 عام.

لم يتوقف مارادونا عن إثارة الجدل عقب اعتزاله أو وهو حي وهو ميت فالبرغم من فشله في التدريب وعدم وجود محطة قوية له، إلا أنه في آنه كان يمتلك أموال طائله وذلك برره البعض أنها من دعم بعض رجال المافيا من مدينة نابولي والتي تعتبره الملك الشرعي لها، حيث كان ابن التانغو على وشك الإفلاس أكثر من مرة بسبب تعاطيه للمخدرات، والمقامرة والعلقات غير الشرعية الكثيرة التي دخل فيها ولكنه كان كل مرة يفلت من هذا المأزق بشكل عجيب، وهو ما آثار حيرة الكثيرين.

وانتهت قصة مارادونا مع عالمنا 25 نوفمبر 2020، عقب إعلان الأطباء لوفاته المستشفى في لابلاتا لأسباب نفسية، لم يتم الكشف عنها حتى وقتنا هذا، وبعد ذلك بيوم خضع لعملية جراحية طارئة في الدماغ لعلاج ورم دموي تحت الجافية، خرج من المُستشفى في 12 نوفمبر بعد عملية جراحية ناجحة. في 25 نوفمبر 2020، تُوفي مارادونا عن عمر يناهز 60 عامًا بنوبة قلبية في منزله في بمدينة تيغري في بوينس آيرس، ليعلن عن نهاية مسيرته مع الكرة والعالم كله.

فمن وجهة نظرك عزيزي القارئ هل استحق مارادونا مسيرة أفضل وأقوى من التي قدمها فالبرغم من تقديمه لكل شئ وفوزه بكل الألقاب الممكنة والتي وصل عددها إلى 11 لقبًا بين الأندية والمنتخبات التي لعب لها، أم أنه قد كفى ووفى بما قدمه طوال مسيرته التي لم تكن مستقرة بشكل كبير؟!

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى