عاجلعلوم وتكنولوجيامصر
جيتا يناضل ضد الملاريا بالتكنولوجيا الرقمية
كتب : جمال المراغي
جيتا ليس طبيبًا يتابع حالات وتقارير، وإنما مواطن أفريقي أصيب هو وعائلته بالملاريا عدة مرات منذ كان طفلًا، وخاصة خلال مواسم المطر بوسط أفريقيا حيث تتكاثر بعوضة الأنوفيلة الناقلة للمرض بأعداد كبيرة للغاية، وكونه مهمومًا بالملاريا جعله يتربص به ويتابع دورة حياته حتى يضع يده على الفجوة ونقطة ضعف تمكنه من محاربته بما لديه من علم، فكانت الفكرة أن يحاول الوصول لتقنية رقمية تساعد في اكتشاف أكبر عدد من الطفيليات الناقلة للمرض وفي أسرع وقت ممكن، دقيقتين فقط، بدون الحاجة لأخذ عينة دم وانتظار فحصها الذي يستغرق 30 دقيقة.
تتفاعل هذه الطفيليات مع خلايا الدم الحمراء التي تستقر بها، وتصيب الجسم بالحمى، لتبدأ في عائلها البشري دورة أخرى لحياتها تتكاثر خلالها وتتمكن من هذا الجسم خلال أيام، ويصبح الأمر صعب للغاية، بينما مواجهة الملاريا سهل للغاية ويمكن علاجه بأدوية رخيصة، بل وبعض الأعشاب البديلة المتوفرة في أفريقيا بكثرة إذا ما تم اكتشافه مبكرًا، وهنا تكمن أهمية ما توصل إليه براين.
اخترع جيتا جهاز اعتمد فيه على شريحة إلكترونية واستخدم فيه تقنية تجمع بين القوة المغناطيسية والضوء، فبسرعة شديدة وبأقل جهد مطلوب يقوم الشخص بتمرير أصبعه في الجهاز، وتسليط الأشعة تحت الحمراء، فإذا كان الدم لمريض ينكسر الضوء بنسق معين حسب نموذج ضوئي محدد، وعندها يبدأ العلاج فورًا ودون معاناة، وتبلغ نسبة دقة الجهاز 80%.
تتعاظم قيمة هذه التقنية في أفريقيا عندما نتمعن في تقرير منظمة الصحة العالمية التي تفيد أن هناك 228 مليون شخصًا أصيبوا بالملاريا في عام 2018 فقط، توفي منهم نحو 400 ألف شخص، بينهم 270 ألف طفل دون الخامسة، وأن 93% من الحالات و94% من الوفيات في العالم من أفريقيا، وأن نمو الاقتصاد في البلدان الأكثر تضررًا لا يزيد على 0.4% بينما لا يقل في الدول الأقل إصابة عن 2.3%، ويبقى زيادة دقة هذا الجهاز وصناعة أعداد كبيرة منه معضلة يحاول جيتا أن يتجاوزها حتى يواجه أعداد المرضى أو المشتبه بهم المتزايد بشكل مطرد. 
موقع النيل ٢٤ الحصري علي مدار الساعة
