كتب: بيجاد سلامة
نشأ بالإسكندرية وتتلمذ على يدي البابا أثناسيوس الرسولي، فتشرب منه الحياة الإيمانية المقدسة والغيرة المتقدة على وديعة الإيمان المستقيم، فأحبه البابا وسامه كاهنًا بالإسكندرية، وعندما طلب القديس باسيليوس من يسنده في مقاومة الأريوسية التي تنكر لاهوت المسيح، أرسله البابا أثناسيوس ومعه من يعاونه، فقاموا برسالتهم بروح الغيرة الحقة وعادوا إلى الإسكندرية، أسند إليه البابا السكرتارية، وكأنه كان يعده كخلفًا له.
وبالفعل اشتد المرض بالبابا وشعر بقرب رحيله أشار لشعبه وكهنته عليه كخلفًا له. تنيح البابا أثناسيوس، وكان الأريوسيون يطمعون في الكرسي، لكن الشعب مع الكهنة أسرعوا بتحقيق أمنية أباهم الراحل، فسيم بطريركًا سنة 373م. في عهد فالنس الأريوسي، الذي أمتلأ غضبًا وحنقًا على الأقباط بسبب هذه السيامة.
وجد الأريوسيون أن فرصتهم قد ضاعت بسيامة بطرس الثاني بطريركًا، لكن وجود الإمبراطور فالنس شجعهم على الشكوى ضد البابا بأنه لا يستحق هذا المركز، فوجدها فرصة للإنتقام، وبعث إلى والي الإسكندرية “بلاديوس” يأمره بنفي البابا بطرس وإقامة لوسيوس الأسقف الأريوسي بدلًا منه.
ودخل الجيش الإسكندرية، وثار المؤمنون ضده، وخشي الوالي من قيام ثورة فقام بطرده خارج مصر لينجو بحياته، وهجم القائد بجنده على الكنيسة، وقد حال المؤمنون دون بلوغ الجند إلى باباهم، وتحت ضغط المؤمنين ولسلامهم أضطر إلى الهروب والاختفاء في قصر مهجور على شاطئ البحر، حيث كتب من هناك رسالة رعوية لشعبه يثبتهم على الإيمان المستقيم، بينما فتك الجند ببعض المؤمنين منتهكين المقدسات الإلهية.
وتم إبلاغ الوالي الإمبراطور بهروب البابا فكان رده هو إلزام الأساقفة بالخضوع للوسيوس والتعاون معه، ومن يخالف الأمر يُنفي.
بعدها أنطلق البابا بطرس إلى روما حيث قوبل بحفاوة بالغة، إذ كانوا يذكرون البابا أثناسيوس سلفه ودفاعه المجيد عن الإيمان، ألتقى بأسقف روما داماسوس، وشجعه على عقد مجمع لحرم الأريوسيين وأرسل القرارات إلى الأسقف الشرعي لأنطاكية ميليتوس، ولم يرسل إلى أسقف إنطاكية الأريوسي الدخيل. وقام ميليتوس بعقد مجمع بدوره حضره 146 أسقفًا وافقوا بالإجماع على قرارات المجمع الروماني. وبهذا أعاد البابا الإسكندري علاقات الود بين روما وإنطاكية.
تنيح في 15 فبراير 380م، بعد أن أقام علي الكرسي 5 سنوات و9 أشهر