فنونمصر

اعتدال عثمان.. ناقدة جادة بدرجة إنسانة

روعة الإبداع ليست في بلوغ الهدف، بل في السبيل إلى ذلك الهدف

كتبت – عائشة أبو رية

استضاف منتدى الثقافة والإبداع الذي ينظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، الناقدة والكاتبة اعتدال عثمان، في احتفالية لتكريمها بعنوان «ممالك الخيال عند اعتدال عثمان.. تكريم لمسيرة عطاء» تحدّث فيها أ.د.شريف الجيار، وأدارها الكاتب الصحفي طارق الطاهر المشرف على المنتدى.

في بداية اللقاء؛ أكد الطاهر على أن اعتدال عثمان صاحبة فضل على أجيال كثيرة في الساحتين المصرية والعربية، قائلًا إنها ناقدة بدرجة إنسانة، ومضيفًا: «لم تردَّني يومًا أثناء رئاستي لأخبار الأدب حين كنتُ أستعين بها لتقييم موهبة أو دعمها، بل كانت تساند بقوة، إذ تؤمن أن دورها هو الكشف عن الموهوبين، فنذرت نفسها لذلك، في الحياة عمومًا وليس في نطاق العمل فقط، فهي من القلائل الذين توحدت عندهم فكرة العمل مع الحياة نفسها».

د.شريف الجيار، اعتدال عثمان، طارق الطاهر

وفي مستهل كلمته أشار د.شريف الجيار إلى أن اعتدال عثمان تتابع بشكل دائب كل الوجوه الجديدة والشابة في النقد والكتابة، بل وتتواصل معهم دون أن تعرفهم. وتحت عنوان «اعتدال عثمان؛ النقد الجاد، والحداثة الإبداعية» قال الجيار: «تعد الأستاذة اعتدال عثمان واحدة من الكاتبات الجادات الموهوبات، في مصر والعالم العربي؛ فهي تمتلك مشروعًا نقديًا وإبداعًا رصينًا، واضح المعالم والرؤى، يتكيء على مخزون علمي ومعرفي، يتسم بالعمق وموسوعية الإطلاع على الثقافتين: العربية والغربية، مفيدة في هذا من قراءاتها بالعربية والإنجليزية، واستيعابها الدقيق للمناهج النقدية الغربية، ومدارسها المتعددة، فضلًا عن قراءاتها الموسوعية، للمنجز الإبداعي العربي والغربي، لدى الأجيال المتلاحقة، ساعدها في ذلك إتقانها للإنجليزية، حيث تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية، بآداب القاهرة، ونالت درجة الماجستير في الأدب العربي، من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ولعل هذا المخزون العلمي والمعرفي، هو ما أهلها لأن تصبح أحد المعتمد عليهم، كمدير تحرير المجلة فصول المصرية، مع جيل الكبار عز الدين إسماعيل وجابر عصفور وصلاح فضل وغيرهم، الذين أسسوا واحدة من أهم المجلات النقدية في العالم العربي، حتى الآن، تلك المجلة التي انطلقت مع مطلع ثمانينيات القرن العشرين، مجسدة جسرًا علميًا قويًا، لنقل ما وصل إليه الغرب، من مناهج نقدية حديثة، إلى الواقع العربي، حتى أضحت فصول مدرسة نقدية نظرية وتطبيقية، للأجيال الأكاديمية وغير الأكاديمية، منذ الثمانينيات، حتى الآن».

د.شريف الجيار

واستطرد الجيار: «المتأمل في مشروع اعتدال عثمان، النقدي والإبداعي، منذ انطلاقه في مجلة فصول عام 1982، يلحظ أن الجانب النقدي قد طغى على الجانب الإبداعي؛ فقد أصدرت مجموعة كبيرة من الدراسات النقدية الرصينة مثل: إضاءة النص (قراءة في الشعر العربي الحديث)، السفر إلى ممالك الخيال، ملامح وأصوات في الرواية العربية، قضايا وقراءات في أدب المرأة العربية، وعين الكتابة قراءة في تحولات السرد، بينما على صعيد المنجز الإبداعي، فقد أصدرت مجموعتين قصصيتين فقط، هما «يونس والبحر» و«وشم الشمس». لكننا نرى طرفي المشروع، قد أفاد كل منهما من الآخر، فالخطاب النقدي قد أفاد من اللغة الإبداعية، والخطاب الإبداعي، قد أفاد من المخزون النقدي، لا سيما الخاص بشعرية الخطاب القصصي، وكله عبر موسوعية قرائية».

وقبل أن تنتقل الكلمة إلى اعتدال عثمان، صعد د.فتحى عبد الوهاب، رئيس صندوق التنمية الثقافية، لتسليمها التكريم أو «هدية» الصندوق كما أطلق عليها الطاهر، وتمثلت في «طبق» يحمل رسومًا من إنتاج مركز الحرف التقليدية بالفسطاط.

اعتدال عثمان تتسلم التكريم من د.فتحي عبد الوهاب

ثم ألقت اعتدال عثمان كلمتها قائلة: «اسمحوا لي أن أطرق معكم اليوم أبواب «ممالك الخيال» التي وقفتُ عند أعتابها فيما كتبت من نصوص إبداعية في «يونس البحر» و«وشم الشمس. واسمحوا لي أن أدعوكم لمصاحبتي في «السفر إلى ممالك الخيال» مرة أخرى ومعي النصوص التي تناولتها بالقراءة والتحليل في أعمالي النقدية».

واستكملت:

عندما أتأمل خبرة الكتابة الإبداعية لدى أجدها تكاد تلتقي مع التجربة الصوفية في بعض جوانبها، من حيث النشاط الروحي المفارق للحواس، غير أن انطلاق الروح ينشد هنا غاية الوصول إلى حضرة الكتابة، على حين تصاغ التجربة أو الخبرة الحياتية أو المعرفة المكتسبة بلغة حسّية أحيانا، ويميل الشكل في هذه الحالة إلى القصة القصيدة، على نحو ما ظهر في بعض نصوص كتابي «يونس البحر».

أستطيع أن أقول أيضا إنني لا أبدأ الكتابة بفكرة جاهزة مكتملة، وإنما تراودني أطياف الأفكار، وتلّح علىّ، ويصبح الذهن هو الرحم المحتشد بذاكرة الحواس، والمشاعر، والرؤى، والأحلام، والأحداث، تتفاعل فيه «جينات» الوراثة المحددة بطبيعة اللغة، والنصوص القديمة، وتتحد هذه العناصر بـ«جينات» الحداثة، المتكيّفة بالمعرفة المكتسبة، وبالانتماء الاجتماعي، وبوضعية الثقافة العربية الراهنة.

من ناحية أخرى تمثل «الفانتازيا» في تصوري حركة الخيال الحر، المنطلق بعيدا عن أسر المكان، والزمان، والمواضعات الاجتماعية والأدبية الضيقة، بحثا عن رؤى أكثر رحابة وإنسانية، تتيح إقامة بنية موازية للواقع وبديلة عنه. وداخل هذه البنية الموازية يعاد ترتيب العلاقات بين البشر، وصوغها صوغا مغايرا لما يكرّس غربة الإنسان بين أهله وناسه، ولما يَئِدُ الأحلام العادلة البسيطة.

وإذا كانت اللغة المستخدمة في البحث عن الذات، واكتساب خبرة الكتابة تحيل إلى الكتب المقدسة، وكتابات المتصوفة، فإن انطلاق «الفانتازيا» يؤوب إلى حضن الحكايا والأساطير الشعبية، ويتعلق بأذيال الموال العامي، وأساليب الأداء الشفهي، وفي كل الأحوال تحفر الكتابة في كياني «وشم الشمس».

تلك كانت بعض محطات الرحلة التي قطعتها فيما كتبت من إبداع.

***

عنما أتأمل تجربتي النقدية، أجد أنني توصلت مبكرا إلى قناعة أن النقدَ بالنسبة لي عمليةٌ إبداعية أيضا مع اختلاف المنطلقات، فانطلاق الكتابة  في الخبرة الأولى يكون من الذات المبدعة، أما في الخبرة الثانية، فيكون  من النص المنقود، حيث تطمح الكتابة إلى محاورة المشهد الثقافي العربي المعاصر، من خلال تجسده أدبيا في أعمال روائية، وقصصية، وشعرية، صدرت على امتداد الساحة العربية، تنتمي إلى أجيال مختلفة، ورؤى فكرية وإبداعية متنوعة.

وجدت – كناقدة – أن المبدع يقرأ بدوره نص الكون/ العالم/ المجتمع/ الإنسان، ويعيد كتابته في نص أدبي، موظفا طاقة الخيال الخلّاق المنطلق، والمنفلت معا، من أسر ما يفرضه الواقع من قيود، وتمزقات، ومخاوف، وانكسارات، لكي يعود القارئ/ الإنسان إلى هذا الواقع نفسه، وقد أضاف الفن إلى حياته حيوات لم يعشها، لكنه جاب أرجاءها، واستمتع بمباهجها، وعانى عذاباتها، وعاد منها إلى واقعه مسلحا بالرؤية والوعي بإمكان أن تستعيد الإرادة الإنسانية قدرتها على الفعل المغيّر لهذا الواقع نفسه.

رأيت أن المبدع يشيّد عالَمه الفني، مستجمعا موهبته، وثقافته، ورؤاه، لكي يتخلّق عالمُه على الورق، وفق قوانين جمالية، يتبعها أو ينقضها أو يبتكرها، أما الناقد المبدع، فإنه ينطلق من النص المنقود ليدخل في صميم التجربة الإبداعية نفسها، كاشفا جذورَها في علاقاتها الفلسفية والاجتماعية والنفسية، ومحللا الأدوات الفنية التي استخدمها المبدع الأول لتجسيد رؤيته، وموضحا مواطن الإحكام الفني فيها، ومقدرا مدى قيمتها الفنية والجمالية، وإضافتها إلى النوع الأدبي الذي اختار الكتابة فيه.

والناقد المبدع من هذا المنطلق – وبوصفه قارئا متميزا في المقام الأول –  يسعى سعيا جادا حثيثا، ومنهجيا لاستجلاء جماليات النص، وتقريبها إلى قارىء، يجد في ذلك النص النقدي نصا موازيا، قادرا على النفاذ إلى أسرار العمل المنقود، تفتح أمامه آفاق التلقي والتفاعل الحر مع ما يطرحه الكاتب من رؤى، وما يستخدمه من تقنيات، فالناقد لا يقوم بتقريب جماليات النص إلى القارئ فحسب، بل إنه يدعوه إلى المشاركة في العملية الإبداعية نفسها بتحرير خياله من القيود، والوصول إلى قراءتِه الخاصة، وقد استضاء نقديا، على أساس أن العمل الأدبي يحتمل قراءات غير متناهية.

من هذا المنطلق أكتب النقد بوصفه «إضاءة النص»، وهو عنوان كتابي النقدي الأول. 

وإذا كان النقد إضاءة للنص بالمعنى الفكري والجمالي معا، فإن هذه الإضاءة قد تكون مفيدة للكاتب في كشف بعض جوانب القصور في تحقق الرؤية التي بثها الكاتبُ نفسُه، أو في انفلات الخيوط التي تشد أرجاء النص في كل متماسك، خصوصا إذا كان الناقد مشاركا في امتلاك أدوات الصنعة الأدبية.

وعندما أستعيد تجربتي النقدية بـ«عين الكتابة»، وهو عنوان كتابي النقدي الأخير، أجد أن منطلقاتي النقدية لم تتبدل، بينما اتسعت لعدد من المتغيرات، فقد احتفظتُ بشغف الكتابة الإبداعية كالهواة، فيما أحاول توظيف الخبرة النقدية المكتسبة كما يفعل النقاد المحترفون، لكنني أعدت النظر في توجهي إلى القارئ، إذ إن ما يهمني في هذه المرحلة هو القارئ المثقف العادي، وليس المتخصص. إنني أحاول الكتابة النقدية في المنطقة البينية بين النقد المنهجي المطلّع على النظريات الأدبية، والنقد الصحفي المتعمق، ولا ينفصل ما أكتب عن النقد الثقافي.

ما زلت أيضا أحتفظ بالرغبة في التعلم بصرف النظر عن المصدر، فقد يكون كتابا طليعيا في النظرية الأدبية الحديثة، أو في أي فرع آخر من فروع المعرفة، أو معلومات منشورة على الإنترنت عن ظاهرة أدبية أو فنية جديدة، أو أحدث ما توصل إليه العلم في تطور الذكاء الاصطناعي، وأثر التكنولوجيا على عقول المستقبل، وقد يكون رأيا لزميل أو زميلة مبدعة، أجده منشورا في وسائل الاتصال الاجتماعي. وقد تكون حكمة تجري على لسان ربة بيت عادية، بنت بلد، أو رجل بسيط، وابن بلد أيضا، أو رأيا لشاب لديه وجهة نظر خارج الصندوق – كما نقول – أو حتى أحفادي الذين أرى فيهم صورة لشباب اليوم بإيجابياتهم وسلبياتهم، فهذه المصادر كلها تمثل مجرى الحياة الذي يتحول – بفعل الخيال والطاقة الإبداعية – إلى نصوص أدبية يتناولها النقد.

من المتغيرات أيضا بحكم النضج أو السن، والتفرغ للكتابة أنني أصبحت أكثر حرية، لأنني حسمت داخلي اختياراتي، بدون حساب لمكسب أو خسارة، إلا أن أكون نفسي بقصوري واجتهادي، وولعي بالمعرفة، وأملي أن أقدم شيئا يجد فيه القارئ إضافة تحرك الوعي، وتطلق الخيال بغير حدود.

ومؤخرًا أيضًا – في مرحلة التفرغ للكتابة – حاولت بوعي، أو لأن «النداهة» جذبتني بسحر لا يقاوم إلى اختيار نصوص بعينها، استجبت لمتعة قراءتها أولا، ثم عكفت على تقديم قراءتي النقدية لها ونشرها بعد ذلك.

وعندما أنظر إلى اختياراتي لهذه النصوص، أجد أنني راعيت أن تكون ممثلة لأجيال مختلفة، بعضها مخضرم والبعض الآخر في مرحلة النضج أو ينتمي إلى الأجيال الشابة، لكنها نصوص تستجيب كلها لشروط الإبداع اللافت في تصوري، والقائمة تنتظر مزيدا من الالتفات إلى كتابات الشباب، فهى مهمة أساسية أرجو أن أكون قادرة على تحمّل مسؤوليتها.

هذه كانت بعض محطات الرحلة و«السفر إلى ممالك الخيال» وهو عنوان كتاب آخر لي.

لقد قلت في كلمتي التي ألقيتها بمناسبة حصولي على جائزة كفافيس الدولية (1 أكتوبر 2019): «إن الكتابة الإبداعية عندي حياة، رحلة بغير وصول».

 وأدرك أن روعة الإبداع ليست في بلوغ الهدف، بل في السبيل إلى ذلك الهدف.

 وما زلت أواصل الرحلة وأكتب، وقد اتسعت عندي دوائر الإبداع وتشعبت مساراته، وتعددت سبله.

فعل الكتابة إذن هو الأثر الباقي، هو علامة الرحلة، والمعنى الذي لا يتحقق بصورة كاملة، كما أنه لا يمتنع على نحو مطلق.

فعل الكتابة إذن يبقى شاهدا على الرحلة.

اعتدال عثمان تتحدث عن مسيرتها

أود قبل أنهي هذه الكلمة أن أتوقف عند محطة أولى كان لها أبلغ الأثر في مسار الرحلة. ففي عام 1960 شاركت في مسابقة للقصة القصيرة أقامها قسم اللغة الإنجليزية تشجيعا للطلبة للكتابة بالعربية، وترأست لجنة التحكيم آنذاك أستاذتي، وأمي الروحية، صاحبة «الباب المفتوح» الدكتورة لطيفة الزيات التي اختارت قصتي وعقبت عليها بقولها: لديك موهبة حقيقية إذا اجتهدت في رعايتها وتنميتها سيكون لدينا كاتبة مثل كاثرين مانسفيلد.

 وكانت هذه العبارة هي «النداهة» التي جذبتني إلى بحر الكتابة منذ ذلك الحين وإلى الآن، خصوصا وأن الكاتبة التي أشارت إليها الدكتورة لطيفة الزيات كانت واحدة من أبرز كتاب القصة الحداثيين في العالم، وكنا ندرس أعمالها في قسم اللغة الإنجليزية، ونعرف قدر موهبتها.

أما المحطة الأخرى المؤثرة، فكانت تجربة العمل في مجلة «فصول» للنقد الأدبي، منذ بداياتها الأولى عام 1980، وكنت أول سكرتير تحرير للمجلة، ثم مدير التحرير. كانت هذه المحطة بالنسبة لي هي التجربة المؤسسة بحق، أو التجربة الجامعة بالمعنى اللغوي والمعنى الأكاديمي في آن. ولا يزال كثير من النقاد المخضرمين والشباب والباحثين من مختلف الأجيال يذكرون دور هذه المجلة الرائدة، وفضل مؤسسها الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، رئيس هيئة الكتاب آنذاك، وكانت بشاراتها الأولى بتوقيع  الدكتور عز الدين إسماعيل رئيسا للتحرير، ونائبيه الدكتور جابر عصفور والدكتور صلاح فضل كما هو معروف.

 كانت «فصول» بمثابة البوتقة أو المختبر الثقافي الذي انصهرت فيه خبرتي العملية السابقة في مجال الدراسة والقراءة والعمل لكي تتشكل من جديد لأخرج برؤية مختلفة لدور المجلة الثقافية ولآليات العمل الثقافي في آن.

كذلك أعتز كثيرا بتجربة العمل في مجلة «سطور»، فقد استجبت فورا للدعوة الكريمة التي وجهتها لي الراحلة دكتورة فاطمة نصر لأكون رئيسًا لتحرير «سطور» مع أستاذي الدكتور محمد عناني، وذلك في عام 1998 حتى سافرت خارج الوطن عام 2001، وذلك بعد أن توقفت المجلة عن الصدور بسبب تعثرها ماليا، لكن المجلة كانت قد أثبتت وجودها على ساحة الصحافة الثقافية الجادة بتنوع موضوعاتها، وجرأتها في اقتحام المسكوت عنه في كثير من أوجه حياتنا الفكرية والأدبية، ومحاولة البحث أيضا عن حلول لمأزقنا الحضاري الراهن بتجديد إنتاج المعرفة، إضافة إلى العمل على توسيع هامش حرية التعبير المتاح في واقعنا العربي المحاط آنذاك – ولا يزال – بكل أنواع المحاذير.

بدا لي الإسهام في مشروع «سطور» الثقافي الأهلي  فرصة لتعويض ما تعثر في مشروع مجلة «النداء» الذي أطلقه العالم الراحل الجليل الدكتور شكري عياد، وشاركت في أعداده التجريبية الأولى التي توقفت لرفض الرقابة إصدار تصريح النشر للمجلة.

وجدت في تلك المشروعات الأهلية الطموحة، أفقا جديدا ملتزما بالضوابط التي أضعها لنفسي لممارسة العمل الثقافي، ويتوافق مع تصوري لدور المثقف الذي يحترم العقل، ويحترم القراء، ويحفزهم على التفكير النقدي لإعادة بناء الواقع على أسس تصلح لمستقبل يتشكل الآن.

تلك كانت بعض محطات الرحلة التي يسعدني كثيرا أن نحتفي بها اليوم مع الزملاء والأصدقاء، وكلي أمل أن أواصل الرحلة بشغف البدايات، وأن يجد القراء في مشاركة الرحلة ما قد يمدهم بقدر من المتعة والمعرفة، يعوض – ولو قليلا – عناء السفر.

جانب من الحضور

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى