منوعات

أيمن عبداللطيف الكرفى يكتب: لقاء الكبيرين لن يغير من الصراع شيئًا

قلم صدق..

هل تعد مقابلة الكبيرين «بايدن» و«شي» إشارة إلى انفراجة دبلوماسية بين القوتين المتنافستين عالميًا؟.. بعد ما رأيناه فى الآونة الأخيرة من تصعيد كبير وصل حد الصدام فى ملفين بارزين، على رأسهما: الأزمة التايوانية التى كادت تتطور إلى صدام عسكرى بعد عجرفة أمريكية متمثلة فى زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى فى 2 أغسطس 2022 لـ«تايوان»، وكان برفقتها 5 أعضاء ديمقراطيين فى مجلس النواب، وهى الزيارة التى اختلف فى توقيتها البيت الأبيض نفسه.. بين رافض ومؤيد لها.. وكذلك على خلفية الحرب الأوكرانية التى يقف كل منهما إلى جانب جبهة كبيرة على ضفتى العالم؟.. وهل هو لقاء العقلاء.. أم هو فى ظاهره الرفاه، وفى باطنه ومن قبله العذاب لكليهما، يتبعهما العالم بأسره؟

إنه من معطيات الثلاث ساعات التى هى مدة الحوار الذى دار بين «بايدن» و«شي» وكان حديث العالم، بدا لى أنه لقاء لا يخلو من كونه لقاء مواجهة أو لقاء «محطة»، ولن يغير من الصراع الأساسى شيئًا.. وأنه «تبقى النفوس الخبيثة خبيثة، ولو أعطيتها من الوُدِّ أطنانًا».. فالصين لم تنسَ إمبراطوريتها، وقطبية أمريكا وإصرارها فى اتخاذ قرارات انفراديها، منتهكة سيادة الأمم المتحدة.. وأن «اللى فى القلب فى القلب»، وهو ما يشعر به «شى» من قوله «نحن ملتزمون بالاحترام المتبادل، والتعايش السلمى، والتعاون المربح للجانبين مع الولايات المتحدة، وفى الوقت نفسه سندافع بقوة عن سيادتنا، وأمننا، ومصالحنا التنموية».. فالصراع بينهما كبير وفى أكثر من ملف، سواء سياسياً أو اقتصاديًا أو عسكريًا وأمنيًا، أو التحكم بالصناعات التكنولوجية.. فكل ذلك لا يذيبه لقاء، وفى سابق الوقت فرضت عليه عقوبات توقف النمو التكنولوجي.. فهو يعلم أن أمريكا تتبع أسلوب العصا والجزرة فى تعاملاتها الدبلوماسية مع دول العالم، وتريد أن تتخذه مع الصين.. وتحذيره من محاولة «إعادة تشكيل الآخر على صورته، أو محاولة تغيير أو قلب نظام الآخر».. وهو ما صرح به ناصحًا الجانب الأمريكى بأن يترجم التزاماته إلى أفعال ملموسة: «بدلًا من قول شيء وفعل شيء آخر».

وسياسة الصين وكلنا يعلمها العمل فى صمت، واستخدام استراتيجية الصعود السلمى البطىء، وكما يقول المثل «دعونا نعمل فى صمت».. لذلك الترجمة الفعلية لهذا اللقاء بأنه لقاء «محطة ليس إلا».

وأخيراً أقولها مرارًا وتكرارًا: ما بين ثنايا السياسات بعيد عن مجمل التوقعات.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى