منوعات
أخر الأخبار

تعرف علي قصة “أحمد حلمي” صاحب الموقف والشارع والميدان بشبرا

كتب – بيجاد سلامة:

من منا لم يمر بموقف وشارع ونفق وميدان أحمد حلمى في ميدان رمسيس، وسأل نفسه من هو أحمد حلمى؟

ولد أحمد حلمي عام 1875 بحى خان الخليلى، مات أبوه قبل ولادته وأهتم خاله بتربيته وتعليمه وبعد أن أتم تعليمه تنقل فى وظائف متعددة، عمل كاتبًا في أحد الدواوين الحكومية، موظفًا فى وزارة المالية ثم بمصلحة المساحة.

كان له ميلًا شديدًا للكتابة والشعر، عمل مراسلًا لجريدة السلام، بمدينة الإسكندرية لصاحبها غالب محمد طليمات، ناقلًا إليها أخبار القصر الخديوي وأنباء الوزارات والمصالح.

وعندما صدرت جريدة اللواء عام 1900، سارع فى الكتابة بها حيث كان الرجل الثاني بعد مصطفى كامل.

خلال الفترة من 1900 إلى 1908، قدم عديد من الموضوعات الوطنية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فهو الصحفي الذي تابع تفاصيل حادثة دنشواي 13 يونية 1906.

كان لكتاباته أكبر الأثر في التهاب المشاعر الوطنية وفي كشف النقاب عن الصورة الحقيقية والبشعة للإحتلال الإنجليزي، حيث كتب تحقيقًا صحفيًا مشهورًا فى جريدة اللواء عن تلك الحادثة بعنوان “يادافع البلاء”.

دعا إلى الوحدة الوطنية بين وادي النيل في مواجهة الاحتلال الانجليزي، وطالب الجيش المصري بالانضمام إلى المدنين في المطالبة بالدستور والحرية، كما كتب من وقائع التقارير الرسمية عن السياسة التعليمية فى هذا الوقت وأن الهدف من التعليم هو الحصول على الموظفين الذين تأمرهم الدولة فياتمرون وتزجرهم فيزدجرون.

بعد وفاة مصطفى كامل فى فبراير 1908، استقال حلمى من جريدة اللواء محتجًا على سياستها بعد تدخل عائلة الزعيم مصطفى كامل وابتعادها عن مباديء الحزب الوطني الذي آمن به، أصدر “القطر المصرى” وهي مجلة سياسية وطنية أدبية زراعية صناعية، تصدر صباح الجمعة من كل أسبوع تبنت القومية المصرية وطالبت بعدم الاعتماد على دولة أجنبية ولا على نفوذ العائلة الخديوية، وبعد 6 أشهر حولها لجريدة لرخص ثمن الجريدة عن المجلة.

هاجم “حلمى” النظام الملكي والخديوى واتهمه بعداوته للأمة ورفضه منحها مجلس نواب وبيع الأوسمة والرتب للأعيان وأخذ يتسائل عن بأى حق مشروع تأخذ عائلة محمد على من الخزينة المصرية “350” ألف ليرة سنويًا وأي شر دفعوه عنها أم أي خير جلبوه لها حتى يكال لهم المال جزافا.

تم تقديمه إلى المحاكمة واتهمته النيابة بتهمة لم تنظر مثلها المحاكم المصرية منذ افتتاحها في 1883 وهى العيب في الذات الملكية،وجاء الحكم بحبس أحمد حلمى 10 أشهر، وتعطيل جريدته القطر المصري لمدة 6 أشهر وبإعدام كل ما ضبط وما يضبط من العدد 37 من الجريدة المذكورة وأعفت المحكوم عليه من المصاريف وجعلت الكفالة لإيقاف التنفيذ ألف قرش.

وبعد إنقضاء مدة الحبس توالت مقالاته، ففى عدد 26 نوفمبر صدر مانشيت رئيسي هو “فلتسقط حكومة الفرد”.

فى عام 1911، أصدر الطبعة الأولى من الجزئين الأول والثاني من كتابه “السجون المصرية في عهد الاحتلال الإنجليزي”، وكتب على صدر الكتاب عبارة:”سجن الجسم خير من سجن الضمير”.

وفي 4 يوليو 1914، أصدر أحمد حلمى، صحيفة المشرق وصفها بأنها أدبية تاريخية وكان ثمن النسخة 8 مليمات، وعلى الرغم من اختلافه مع الخديوى عباس حلمى، نشر في صدر العدد الخامس من المشرق صورة للخديوي بعنوان “سلمت لتحيا مصر فيك وتسلما” وهي تهنئة للملك بنجاته من الاغتيال على يد مجنون.

في 25 أغسطس من عام 1919، أصدر صحيفة جديدة اسماها “الزراعة”.

رأى “حلمى” أنه لم يستفد شيئًا من الإعتقال أو النفى فآثر العمل في الزراعة وأستأجر مزرعة كبيرة تبلغ زهاء “1000” فدان بكفر دملاش مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، لكن الأزمة الإقتصادية التي حلت بالبلاد بعد الحرب العالمية الأولى، أصابته فخسر الكثير مما جمعه وخرج من الميدان ببضعة ألوف من الجنيهات اشترى بها عمارة كبيرة في شبرا أقام بها حتى وافته المنية في 18 يناير 1936.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى