منوعات

تعرف علي صاحب مسجد أبوالعباس المرسي حفيد ملك مصر

إعداد- بيجاد سلامة

هو الشيخ شهاب الدين أبوالعباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسى يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصارى، سيد الخزرج وصاحب سقيفة بن ساعدة، وكان جده الأعلى قيس بن سعد أميرًا علي مصر فى عهد الإمام علي كرم الله وجهه.
وقد ولد أبوالعباس بمدينة مرسيه سنة 616هـ، ونشأ بها وهي إحدى مدن الأندلس وإليها نسب فقيل المرسى، حفظ القرآن فى عام واحد فقط وتعلم القراءة والكتابة والخط والحساب، بعدها عمل مع والده في التجارة.
وفى عام 640هـ، كان ذاهبًا للحج مع والده وأخيه وأمه فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتى إذا قاربوا الشاطيء هبت عليهم ريح عاصفة غرقت السفينة غير أن عناية الله تعالي أدركت أبا العباس وأخاه فنجوا من الغرق، وقصدا تونس وأقاما فيها واتجه أخوه محمد إلي التجارة واتجه أبوالعباس إلي تعليم الصبيان الخط والحساب والقرآن.
وهناك تعرف على الشيخ أبي الحسن الشاذلي ويروي أبوالعباس نفسه عن لقاءه بأستاذه الشيخ أبي الحسن الشاذلي فيقول: “لما نزلت بتونس وكنت أتيت من مرسيه بالأندلس وأنا إذ ذاك شاب سمعت عن الشيخ أبي الحسن الشاذلي وعن علمه وزهده وورعه فذهبت إليه وتعرفت عليه فأحببته ورافقته”.
وغمره الشيخ أبا الحسن الشاذلى بعنايته وأخذ في تربيته ليكون خليفة له من بعده وقال له يومًا: يا أبا العباس ما صحبتك إلا أن تكون أنت أنا وأنا أنت، وقد تزوج أبوالعباس من ابنة شيخه الشاذلي وأنجب منها محمد وأحمد وبهجة.
وفي عام 642هـ، خرج أبوالحسن الشاذلي للحج وسافر إلي مصر واستقر فى الإسكندرية وكان معه جماعة من العلماء والصالحين وعلي رأسهم الشيخ أبوالعباس المرسى وأخوه.
وأتخذ الشاذلي دار في كوم الدكة نزل بها هو وأصحابه وبدأوا يدعون إلي الله في كل مكان حتى قصدهم العلماء ولازم مجالسهم الطلاب والمريدون وذاع صيتهم في مصر.
وقد اختار الشيخ أبوالحسن الشاذلي جامع العطارين لإلقاء دروسه فيه وعقد حلقات الوعظ والإرشاد وفيه، وجعل الشيخ أبوالعباس خليفة له وأذن له في إلقاء الدروس وتعليم الطلاب.
وقد أقام أبوالعباس رضي الله عنه 43 عامًا بالإسكندرية ينشر فيها العلم، إلى أن توفى عام 686ه ودفن في مقبره باب البحر.
وظل قبره قائمًا عند الميناء الشرقية بالإسكندرية بلا بناء حتى كان عام 706هـ، فزاره الشيخ زين الدين القطان كبير تجار الإسكندرية وبني عليه ضريحًا وقبة وأنشأ له مسجدًا وجعل له منارة مربعة الشكل وأوقف عليه بعض أمواله وأقام له إمامًا وخطيبًا وخدمًا وكان القبر يقصد للزيارة من العامة والخاصة.
وفي عام 882هـ، كان المسجد قد أهمل فأعاد بناءه الأمير قجماش الأسحاقي الظاهري أيام ولايته علي الإسكندرية.
وفي عام 1005هـ، جدد بناءه الشيخ أبوالعباس النسفي الخزرجى.
وفي عام 1179هـ، وفد الشيخ أبوالحسن علي بن علي المغربي إلي الإسكندرية وزار الضريح فرأى ضيقه فجدد فيه كما جدد المقصورة والقبة ووسع في المسجد.
وفي عام 1280هـ، لما أصاب المسجد التهدم وصارت حالته سيئة قام أحمد بك الدخاخني شيخ طائفة البناءين بالإسكندرية بترميمه وتجديده وتوسيعه.
وظل المسجد كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد علي أن يضم مسجدًا كبيرًا لأبي العباس المرسى، وقام بوضع التصميم الحالي له المهندس المعماري الإيطالي ماريو روسي وتم الانتهاء من بنائه العام 1943م.

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى