
تواصلت في العاصمة المصرية القاهرة، برعاية مصرية وقطرية، المفاوضات المكثفة بين الأطراف المعنية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط مؤشرات على تحقيق تقدم ملموس في سبيل التوصل إلى هدنة إنسانية مؤقتة، رغم استمرار التباين في بعض القضايا الجوهرية.
وأفادت مصادر أمنية مصرية بأن المباحثات الأخيرة شهدت تقارباً ملحوظاً في وجهات النظر، مع تقديم مقترح معدل ينص على إطلاق سراح نحو ثمانية رهائن إسرائيليين مقابل هدنة تمتد من أربعين إلى سبعين يوماً، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق لاتفاق أشمل يشمل وقفاً دائماً للأعمال القتالية وتبادل الأسرى.
ويأتي هذا المقترح في إطار محاولات مصرية لتجاوز فجوة الخلاف بين موقف حركة حماس، التي تطرح إطلاق سراح رهينتين كمرحلة أولى، وبين المطلب الإسرائيلي الداعي لإفراج فوري عن ما لا يقل عن نصف عدد الرهائن المحتجزين لدى الحركة.
كما اقترحت القاهرة، ضمن مبادرة مؤقتة، تنفيذ هدنة قصيرة لمدة يومين، يتم خلالها الإفراج عن أربعة رهائن إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، على أن تستكمل المفاوضات خلال عشرة أيام للتوصل إلى اتفاق نهائي يضمن وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
ورغم هذا التقدم النسبي، لا تزال بعض النقاط العالقة تشكل عقبة أمام التوصل إلى اتفاق نهائي، وعلى رأسها رفض حماس المطلق لفكرة نزع السلاح، وهو ما تصر عليه إسرائيل، إلى جانب مطالبة الأخيرة بإفراج غير مشروط عن جميع الرهائن، مقابل اشتراط حماس إنهاء العدوان كشرط مسبق لأي خطوات تبادلية.
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الإسرائيلي في غزة مستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، وقد أسفر، بحسب وزارة الصحة في القطاع، عن مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
وتواصل القاهرة والدوحة جهودهما الدبلوماسية لتقريب وجهات النظر ودفع الأطراف نحو اتفاق يضع حداً للمأساة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.