تحولت ساحة الباستيل الرهيبة بباريس إلى ملاذ للتنفس يتجمع به الآلاف من المتخصصين في المجالات الثقافية بين الحين والآخر منذ منتصف ديسمبر الماضي وطلبهم الأوحد هو إنهاء هذا الإغلاق المطول للأماكن الثقافية، ووقف النزيف المادي والاجتماعي والمجتمعي والخسائر التي امتدت إلى العديد من القطاعات؛ الاقتصادية، التعليمية، الصناعية والتجارية وثيقة الصلة بالصناعات الثقافية، وقد بدأت الاحتجاجات عقب قرار رئيس الوزراء «جان كاستس» بتأجيل عودة الأنشطة الثقافية في فرنسا لأجل غير مسمى.يرى المتظاهرون أن هناك استهانة غير مقبولة بالأنشطة الثقافية، وظلم بيّن يقع على عاتق العاملين فيها، وأن احترام البروتوكولات الصحية في المسارح على سبيل المثال أيسر كثيرًا من احترامها في وسائل النقل العام أو المتاجر الكبرى التي استأنفت العمل فيها سريعًا بينما بلغ غلق الأماكن الثقافية العام منذ مارس الماضي، وقد كتب أكثر من 200 من العاملين في المجال الثقافي رسالة مفتوحة وبعثوا بها لوزارة الثقافة الفرنسية.أخذ مجلس الشيوخ بزمام المبادرة أخيرًا، وبدأ يناقش الاقتراحات المتعلقة بعودة النشاط الثقافي، وتقييم التدابير المقترح اتخاذها ضد الوباء، واستشهدوا في ذلك بالتجربة الإسبانية التي أعادت أنشطتها الثقافية منذ سبتمبر الماضي، وتتضمن بروتوكولاتها غلق المراحيض والحانات، ارتداء الأقنعة الإجباري في ساحات الانتظار وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي، تهوية الأماكن جيدًا وتعقيمها دوريًا عدة مرات يوميًا حسب الحاجة، واللجوء إلى نقل الأنشطة إلى الأماكن المكشوفة في الهواء الطلق كلما أمكن ذلك، هذا وتستمر الوقفات الاحتجاجية بين الفينة والأخرى حتى يجِّد جديد، وتنبعث الحياة الثقافية مرة أخرى.