كتبت-إسراء القرنشاوى
يولد الطفل كشخص فريد من نوعه، حتى التوائم هم أفراد مختلفين منذ الولادة، فكثير من الناس لا يعرفون أن التوائم المتطابقة ليس لديهم بصمات متطابقة، وهذا له علاقة بما نسميه التركيب الجيني الذي يحدد النمط الظاهري من خلال التفاعل بين الفرد وبيئته، وهكذا بينما يبدأ التوائم نفس الشيء وراثيًا أثناء الحمل يتفاعل كل منهما بشكل مختلف قليلاً مع بيئتهما بسبب وضعهما في الرحم وتغذيتهما، ومعدل نمو أصابعهما، وعوامل أخرى.
لا يوجد طفلان متشابهان، وعلى الرغم من أنه قد يكون لديهم عدد قليل أو كثير من أوجه التشابه مع والديهم وإخوتهم وأقاربهم الآخرين، إلا أنهم يتمتعون أيضًا بسماتهم الفريدة من البداية ويستمرون في التمايز أكثر مع نموهم وتطورهم.
أحب أن أنظر إلى كل طفل على أنه هدية فريدة من الله، ليس فقط لوالديه وعائلته، ولكن للعالم كله أيضًا.
ولسوء الحظ قد يكون لدى بعض الآباء أفكار مسبقة حول الكيفية التي يريدون أن يكبر بها طفلهم، فقد يتخيلوهم رياضيين أو قائدين أو فنانين أو محترفين في مجال معين، ويريد الآباء أيضًا أن يكون طفلهم سهلًا في التعايش وودودًا ومتعاونًا ومتعلمًا سريعًا وحيويًا وفضوليًا والعديد من الخصائص المرغوبة الأخرى، ويظهر بعض الآباء خيبة أمل عندما لا يفي طفلهم بتوقعاتهم، وعندما يستجيب الوالدان بهذه الطريقة فإن النتيجة المعتادة هي طفل محبط وقد يستجيب بعد ذلك بعدد من الطرق المختلفة بما في ذلك القلق أو تدني احترام الذات أو الافتقار إلى الثقة بالنفس أو السلوك المعارض.
هناك عقبة أخرى أمام العلاقة الإيجابية بين الوالدين والطفل وهي عندما يعاني الطفل من إعاقة في النمو مثل إعاقة التعلم أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التوحد أو تأخر النطق واللغة أو حالة طبية مثل الربو أو السكري أو الإعاقة الجسدية.
عندما يكون الآباء قادرين على رؤية جميع الإيجابيات والتأكيد عليها وتقديم التشجيع مع تقديم المساعدة والدعم في نفس الوقت لحالة صعبة، يكون الطفل قادرًا على المضي قدمًا والتنسيق بين النمو والتطور.
يعزز تشجيع الوالدين ودعمهم المرونة الطبيعية الموجودة لدى الأطفال بالإضافة إلى قبول الذات، ويساعد ذلك على تخطي كل من الطفل والوالدين خلال اللحظات الصعبة التي تمكنهم من الاحتفال بشكل أفضل بكل الإيجابيات.
فيما يلي بعض التوصيات حول كيفية استمرار الآباء في التعرف على أطفالهم، وكيفية تشجيع الأطفال لتمكينهم من النمو والتطور ليصبحوا سعداء وناجحين في المستقبل
1. اكتشفي طفلك
خذي وقتًا كل يوم لمراقبة طفلك عن قرب ومن بعيد، وابحثي عن التغييرات، وابحثي عن مهارات جديدة، واختبري طفلك كشخص من خلال التفاعل معه.
2. استمعي واطرحي الأسئلة
يشمل الاكتشاف الاستماع الحقيقي لطفلك، وهذا يعني الاستفسار عن طريقة تفكيرهم وشعورهم تجاه الأحداث في حياتهم، فكلما استطعت تنسيق الاستماع بانفتاح وقبول، ستكتشفين أكثر وتؤكديم في نفس الوقت على طفلك كفرد فريد.
يجب طرح الأسئلة لتعلمي المزيد عنهم وتكتشفي ما الذي يقودهم إلى تلك المشاعر والأفكار، ومدة احتفاظهم بهذه الأفكار أو المشاعر.
هذا هو الوقت المناسب لإظهار الاهتمام والتفهم وتقديم الدعم والتوجيه.
3. مراقبة الطفل ومدحه
هذا هو الجزء الممتع من تربية الأطفال وهو مشاهدة طفلك عندما يلعب لعبة، أو يرسم، أو يتعلم مهارة جديدة، فكل ما عليك فعله هو المشاهدة والاستمتاع، والاحتفال بابتسامة وتصفيق وتربيت على الظهر.
وتجنبي أن تكوني ناقدًة، فهذه مهمة المعلمين والمدربين، وسيتعرض أطفالك بالتأكيد لانتقادات من أقرانهم أيضًا.
4. الانخراط في اللعب الموجه للأطفال
اللعب جيد للـ الطفل فهو يقلل من التوتر، ويعزز الصحة، وهو مجرد متعة، وعند اللعب مع الأطفال الأصغر سنًا وكذلك الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، دعيهم يختارون اللعبة، وانضمي واستمتعي ودعي الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة يشكلون قواعد الألعاب إذا أرادوا ذلك، بمعنى التواصل مع طفلك الداخلي واستمتعي معه.
5. عرضي طفلك للعديد من الأنشطة المختلفة
يجب أن يتعرض الطفل لجميع أنواع الفرص لتجربة أشياء جديدة مثل الرياضة والموسيقى والفن والدراما والعلوم والقراءة وزيارة الحدائق والغابات والشاطئ والمتاحف والهوايات وأي شيء آخر يخطر ببالك، وشجعيهم على المحاولة، ولابد من أن تمدحيه لتجربة أشياء جديدة، وإذا شعروا بالرغبة في الاستسلام بعد فترة، اكتشفي السبب وشجعيهم على الاستمرار عندما تزداد الأمور صعوبة أو عندما يشعرون بالملل أو يفقدون الاهتمام.
6. اظهار الصبر والتفاهم
بغض النظر عن الموقف، من الجيد دائمًا الحفاظ على الصبر والتفاهم أثناء التعامل مع الطفل، فإن التحلي بالصبر وإظهار فهمك لما يشعرون به يساعد كثيرًا.
7. التشجيع
يمكن أن تكون كلمات التشجيع بسيطة مثل قول “أنا أحبك” وتقديم ابتسامة الى الطفل أو تربيتة على الظهر.