كتب – جمال المراغى
من زمن ليس ببعيد؛ كان مهرجان القاهرة السينمائي مهددًا بفقدان صفة الدولية، إذ خلت منه القوائم المختلفة لأفضل خمسين مهرجان دولي بل وأفضل مئة، ولم يكن في هذا تجنيًا، لكنه التواتر الطبيعي لإهمالنا والعشوائية التنظيمية وغياب الكفاءات، ووسط الضبابية ظهرت بارقة أمل ومؤشرات علينا تتبعها؛ تفيد أن هناك تغيرًا للأفضل يحدث، ومعه عاد مهرجاننا الدولي إلى قوائم الخمسين الأفضل ثم العشرين، في الطريق للعودة إلى المكانة التي يستحقها بتاريخه الطويل وأثره الفكري والثقافي والفني الملهم إقليميًا ودوليًا.
بين مشهدي الانهيار والانتفاض هناك الكثير مما يجب أن يقال، ولكن القراءة في الدورة المنتهية توًا يمكن أن يعبّر عن هذه المؤشرات، فمنذ أكثر من عقد كانت إدارة المهرجان تُفاجئ قبل نحو أسبوعين أو شهر بأن المهرجان قادم لتبدأ الحركة المرتبكة بحثًا عن أفلام تصلح للعرض والأصعب أن تختار منها ما يصلح للمسابقات وخاصة الدولية، وعن ضيوف لديهم متسع من الوقت ليحضروا مهرجانًا ليس على أجنداتهم بالطبع.
كتبت وصرخت؛ فليس هذا هو المهرجان الذي اعتدته لعشرين عام سابقة وكنت أنتظره بشوق وشغف كبيرين، ورصدت مظاهر التردي التي امتدت لأيام المهرجان ولياليه بالطبع، وسواء كانت إدارة المهرجان خلال الدورات الثلاث الأخيرة قد انتبهت لما كنت أكتب في كل مساحة متاحة وكل دورية أي كانت عامة أو ثقافية أو حتى مسرحية، أو أن هذه الإدارة قامت بدراسة الموقف ووضغت يدها على مواطن الخلل وبحثت في أسبابها، فالمهم أن الغاية تحققت، وبدأت خطوات التصحيح والإصلاح.