
أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي في الهند موجة غضب وانتقادات حادة، بعد ظهوره وهو يوثّق لحظة قيام مسؤول حكومي بنزع النقاب عن وجه طبيبة مسلمة خلال فعالية رسمية بولاية بيهار شرقي البلاد، في واقعة اعتبرها كثيرون انتهاكًا صارخًا للخصوصية وحرية المعتقد.
وبحسب ما تداولته وسائل إعلام محلية ومنصات رقمية، وقعت الحادثة أثناء زيارة رسمية تفقدية، حيث ظهر المسؤول وهو يتدخل بشكل مباشر وينزع النقاب عن الطبيبة أمام الحضور، ما دفعها إلى إبداء حالة من الارتباك، وسط صمت الحاضرين.
غضب واسع ومطالب بالتحقيق
وسرعان ما انتشر الفيديو على نطاق واسع، لتتوالى ردود الفعل الغاضبة من نشطاء حقوق الإنسان، وممثلي منظمات مدنية، وشخصيات سياسية، اعتبروا ما جرى تعديًا على الحقوق الدستورية المكفولة، وعلى رأسها حرية المعتقد والحق في الخصوصية.
وطالب عدد من النشطاء بفتح تحقيق رسمي ومحاسبة المسؤول المتورط في الواقعة، مؤكدين أن ما حدث يعكس سلوكًا تمييزيًا يتنافى مع القوانين الهندية التي تكفل حرية ممارسة الشعائر الدينية واحترام التنوع الثقافي.
جدل حول أوضاع المسلمين في الهند
وأعادت الواقعة إلى الواجهة الجدل المتصاعد حول أوضاع المسلمين في الهند، خاصة في ظل اتهامات متكررة بوجود تضييق على الحريات الدينية، وحوادث مشابهة أثارت جدلًا داخليًا ودوليًا خلال السنوات الأخيرة.
في المقابل، لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي واضح من حكومة ولاية بيهار أو من رئيس وزرائها نيتش كومار بشأن الحادثة، فيما اكتفت بعض الجهات الرسمية بالتأكيد على “ضرورة احترام القوانين واللوائح المنظمة للفعاليات الرسمية”.
دعوات لاحترام الدستور
ويرى مراقبون أن الحادثة تمثل اختبارًا جديدًا لالتزام السلطات الهندية بالدستور، الذي ينص صراحة على حماية حرية المعتقد والمساواة بين المواطنين دون تمييز ديني أو ثقافي، محذرين من أن تجاهل مثل هذه الوقائع قد يؤدي إلى تعميق الانقسام المجتمعي.



