سلايدرفنون

مركب خوفو.. تحديات التعامل مع أقدم أثر خشبي في التاريخ

كتب – محمود أنور

عقد المتحف المصري الكبير مؤتمرا لشرح التفاصيل الفنية لعملية نقل مركب الملك خوفو الأولى بسلام إلى مكان عرضها النهائي في مبنى جديد مخصص لعرض مراكب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير.

ووفق بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار، تم في بداية المؤتمر عرض فيلم وثائقي يروي تاريخ اكتشاف مركب خوفو الأولى وصولا لعرضها داخل متحف بني خصيصا لها بمنطقة الهرم، بالإضافة إلى عملية نقلها من متحف مركب خوفو بمنطقة أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير.

واستهل الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، كلمته الافتتاحية للمؤتمر بنقل رسالة شكر وتحية من الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار لكل من شارك بجهد وعمل من أجل إنجاح عملية النقل من أثريي ومرممي المتحف والمهندسين والاستشاريين وللسادة الحضور، حيث حرصت الوزارة على طمأنة مصر والعالم أجمع على وصول المركب بسلام واستقرارها داخل المتحف.

بدأ الدكتور الطيب عباس بشرح الجانب الأثري للتفاصيل الكاملة للإعدادات التي تمت قبل وأثناء وبعد عملية النقل، والتي شهدت العديد من التحديات والتعقيدات في التعامل مع أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي، مصنوع من الخشب، في التاريخ الإنساني، حيث يبلغ عمر مركب خوفو الأولى أكثر من 4600 عاما، والتي تم اكتشافها عام١٩٥٤م، ناحية الضلع الجنوبي للهرم الأكبر داخل حفرتين تمتدان ناحية الشرق والغرب ويبلغ طولهم حوالي ٣٠م وعدد من البلوكات التي كانت تغطي كل حفره ٤١ بلوك وتتراوح أوزانها ما بين ١٨ إلى ٢٥ طن.

وأشار أنه قبل عملية النقل تم عمل مسح راداري للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم بمنطقة آثار الهرم، وقام فريق متميز من مرممي مركز ترميم المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار بأعمال التوثيق الأثري لتشمل التصوير الفوتوغرافي، ومسح بأشعة الليزر للمركب لتوثيق أدق تفاصيلها وتغليفها استعدادا للنقل، وإمكانية وضع برنامج زمني مناسب لعملية النقل، حيث استطاع فريق عمل المتحف بتحقيق إنجاز مهم في توثيق وتسجيل المركب ومراجعة سيناريو العرض المتحفي للمركب داخل المتحف المخصص لها.

فيما وصف اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، في كلمته، عملية النقل بأنها عملية معقدة جدا وتعد واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية الفريدة، مؤكدا على أن فريق العمل لم يترك شيئا فيها للصدفة أو التجربة، مشيرا إلى أن عملية نقل المركب تمت بدقة شديدة مع ضمان سبل الحماية كافة لها والتي تم نقلها كقطعة واحدة داخل هيكل معدني وتم رفعها إلى العربة الذكية آلية التحكم عن بعد والتي تم استقدامها خصيصا لهذا الغرض من الخارج، لتستقر المركب في موقعها الجديد في مبني متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير.

وأضاف أن آراء اللجان العلمية كافة والشركات الاستشارية المتخصصة في النقل أجمعت على الإبقاء علي المركب فى مكانها أفضل من نقلها لأن جميع الآراء كانت منصبة علي فك وإعادة تركيب المركب مرة أخرى حتي جاءت فكرة نقلها كقطعة واحدة داخل هيكل معدني مثل عملية نقل تمثال رمسيس إلى المتحف المصري الكبير.

وأكد على أن عملية نقل المركب هي نتاج جهد وتعب ومجهود ودراسة وتخطيط وإعداد وعمل جاد لثمانية شهور، جاءت للحفاظ على المركب وعرضها بالطريقة الأمثل، حيث إن متحف مراكب الشمس والتى كانت تعرض فيه المركب بمنطقة أهرامات الجيزة لم يكن مجهزا بوسائل التكنولوجيا الحديثة المخصصة للعرض المتحفي والتي تساعد في الحفاظ علي المركب.

وأشار اللواء عاطف مفتاح أن فريق العمل من أثري ومرممي المتحف المصرى الكبير قاموا بتوثيق جميع الأعمال التى تمت داخل وخارج المركب من الفك والتغليف والتدعيم والتعقيم، كما تم رصد جميع العلامات الموجودة على أخشاب المركب، هذا بالإضافة إلى تقييم حالة المركب وجميع أجزائها ككل وإعداد تقرير مفصل لحالتها قبل عملية النقل، علي أن يتم البدء في أعمال ترميمها خلال الأيام المقبلة، كما أنه من المقرر إعادة بناء مركب خوفو الثانية لتدخل ضمن سيناريو العرض المتحفي لمتحف مراكب الملك خوفو.

وفي نهاية المؤتمر حرص اللواء مفتاح على التقاط صور جماعية، وتكريم فريق العمل والشركات الاستشارية التي ساهمت في عملية النقل وتسليمهم شهادات تقدير تكليلا لمجهوداتهم على مدار الفترة الماضية

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى