فنون
أخر الأخبار

“تورتة شهية تهافت عليها الذباب”.. هكذا رأى العقاد مديحة يسرى

كتب – بيجاد سلامة:

أحب الكاتب الكبير عباس العقاد الفنانة الراحلة مديحة يسرى، وهو في الخمسين من عمره وهي في العشرين، وكان العقاد يعترض على عملها السينمائي حيث كان يرى أن ذلك يضع نهاية للحب الذي ملأ قلبه، لكنها لم تتراجع عن عملها بالسينما، وسرعان ما أصبح لها جمهور كبير من المحبين والمعجبين.

وأدرك العقاد أنه لن يستطيع تحمل هذه العلاقة فقرر أن يقطعها نهائيًا، لأنه لو استمر في هذا الحب فلن يكون أكثر من واحد بين عشرات من الذين يلتفون حول النجمة ويقدمون لها الإعجاب والورود.

دخل العقاد في معركة هائلة مع نفسه وعواطفه، فلا هو قادر على أن ينسى حبيبته، ولا قادر على أن يتقبل وضعها الجديد ويرضى أن يكون واحدًا من المعجبين.

فاهتدى إلى فكرة عجيبة يرويها تلميذه وصديقه الفنان صلاح طاهر فيقول: «ذات مرة كنت مع الأستاذ العقاد في شقته ودخلت غرفة لأتحدث في الهاتف، فناداني العقاد بلهفة: يا صلاح.. تعال لا تتصل الآن، ورجعت إليه فوجدت الدموع في عينيه، فأخبرني أنه ينتظر على أمل أن تتصل به محبوبته الممثلة التي قاطعها منذ أربعة أشهر، ووجدت مدى تأثره بفراقها على رغم قدرته الخارقة على التحمل والكتمان.

وتناقشنا في كيفية نسيانها، واقترح عليّ أن أرسم لوحة فنية عبارة عن تورتة شهية جدًا وقد تهافت عليها الذباب.. وبالفعل أنجزت اللوحة المطلوبة ووضعها العقاد على الحائط مقابل سرير نومه، وكلما استيقظ رأى اللوحة التي ساعدته على النسيان.

وعندما استعاد بذلك الحب حياته الأولى وظن أن الشباب عاد إليه من جديد فوصف نفسه كأنه إبن العشرين قائلًا:

  • وكانت لي سلالم ارتقيها… فرادى لا أبالي ما يليها

  • فعدت مثنيا عجلا كأني… أخو العشرين مرتقبا سنيها

وعندما إلتهب الحب وتملك منه قال واصفا تلك السمراء التي سلبت عقله:

  • ثناياها ثناياها… وهل ذقت ثناياها

  • وعيناها، ويا للقلب… كم تسبيه عيناها

  • وتلك الوجنة الخمرية السكران رائيها

  • وتلك القامة الهيفاء… زانتها زواياها

  • إذا ما جار ردفاها… أقام الجور نهداها

  • وتلك النسمة الحلــوة في ثوب الأناسي

  • هي الروح الفراشية في النور السماوي

وكان العقاد يقبل منها ما لا يقبله من أي امرأة عرفها في حياته حتى خلف المواعيد الذي يمقته أصبح إذا صدر منها مقبولا ويقول في ذلك: إن كان خلفك للوعود تدللا… بمكانك الغالي لدي فأخلفي

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى