
النيل24 – متابعة خاصة
تصاعدت في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية المخاوف من انزلاق البلاد نحو الفوضى، وذلك على خلفية الأزمة المتصاعدة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، والتي باتت تهدد بتصدع في العلاقة بين القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل.
وقالت قناة “الجزيرة”، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الأزمة اندلعت إثر تصريحات ومواقف متبادلة بين الجانبين بشأن التهديدات الداخلية والتعامل مع الاحتجاجات الشعبية، حيث عبّر رئيس الشاباك عن مخاوف من تدهور الاستقرار الداخلي، الأمر الذي اعتبره مقربون من نتنياهو تدخلاً غير مقبول في الشأن السياسي.
وتتزامن هذه التوترات مع تحديات أمنية غير مسبوقة تواجهها إسرائيل، سواء على جبهتها الشمالية مع حزب الله، أو في قطاع غزة، بالإضافة إلى الضغوط الدولية المتزايدة بعد العملية العسكرية الأخيرة. ويخشى مراقبون من أن تؤثر هذه الانقسامات على قدرة الدولة العبرية في التعامل مع المرحلة المقبلة.
تناول إعلامي وتحليلات متباينة
تناولت الصحف الإسرائيلية الأزمة بتغطية واسعة، حيث رأت صحيفة هآرتس أن ما يحدث يعكس “حالة من الشلل المؤسسي وانعدام الثقة بين صناع القرار”، مشيرة إلى أن انتقادات رئيس الشاباك جاءت كرد فعل على “تهميش متعمّد لدور الأجهزة الأمنية في صنع القرار”.
من جانبها، حذّرت صحيفة يديعوت أحرونوت من أن استمرار هذا التوتر قد يؤدي إلى “تفكك جبهة داخلية هشة أصلاً”، معتبرة أن نتنياهو “يخوض معركة نفوذ تتجاوز الشأن الأمني وتمتد إلى بنية الدولة ومؤسساتها”.
ورأى محللون سياسيون أن الأزمة تحمل أبعاداً أبعد من مجرد خلاف شخصي، بل تعكس صراعاً حول طبيعة الدولة الإسرائيلية وهوية الحكم فيها، وسط محاولات من نتنياهو لتعزيز سلطته في مواجهة المؤسسات التقليدية، ومنها القضاء والأمن.
كما أشار بعض المراقبين إلى أن الأزمة قد تكون مقدمة لتغييرات جذرية في قيادة الأجهزة الأمنية، في حال استمرت الضغوط السياسية، مما يزيد من احتمالات التصعيد الداخلي ويدفع إلى المزيد من الاستقطاب الشعبي.