فنون

محمد حافظ رجب.. رحلة معاناة ألهمَت أجيال

في منتدى «الثقافة والإبداع» الاستثنائي بالإسكندرية

استضاف مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، قبل أيام، النشاط الثالث لمنتدى الثقافة والإبداع، والأول خارج القاهرة، الذي ينظمه صندوق التنمية الثقافية تحت إشراف الكاتب الصحفي طارق الطاهر، وجاء بعنوان «محمد حافظ رجب.. رحلة الريادة الأدبية» ليحمل تكريمًا استثنائيًا لرائد القصة القصيرة، شارك فيه الروائي مصطفى نصر، الكاتب المسرحي السيد حافظ، الشاعر جابر بسيوني، والناقد والكاتب منير عتيبة، بحضور عدد من مثقفي وكتّاب الإسكندرية.

استهل الطاهر إدارته للندوة باسترجاع ذكريات الملف الذي نشره بمجلة «الثقافة الجديدة» أثناء فترة رئاسته لتحريرها (2008-2010) حول المبدع الكبير محمد حافظ رجب، من إعداد جابر بسيوني، مضيفًا: «رغم أن رجب لم يأخذ حقه من المؤسسة الرسمية، إلا أن الأجيال المختلفة تعرف قيمته ومكانته، ليس فقط أجيالنا وإنما السابقة لنا كذلك، فيحيى حقي مثلًا منحه جزءًا من حقه حينما اعترف بريادته الأدبية وسبقه في أسلوب كتابته للقصة القصيرة، ووجودنا هنا الآن يؤكد أن الإبداع الحقيقي ومن يمتلك ضميرًا حقيقيًا لا يمكن أن يرحل».

سلّم الطاهر الميكروفون إلى السيد حافظ، ليتحدث عن نشأة ومسيرة شقيقه التي شهدت قدرًا كبيرًا من المعاناة، فوجّه الاتهام إلى مجايلي محمد حافظ رجب من الكتّاب واليساريين بأنهم ساهموا في قتله أدبيًا ونفسيًا، بدءًا من السطو على فكرة «أقلام الصحوة» وحتى استلهام نجيب محفوظ لأسلوبه في رواية «ثرثرة فوق النيل».

بينما أوضح مصطفى نصر كيف كان لتجربة محمد حافظ رجب تأثيرًا مباشرًا على حياته، إذ وضعها نصب عينيه على الدوام، محاولًا الفصل بين موهبته وعمله حتى لا يتعرض للضغوط التى عانى منها رجب، قائلًا: «مشكلة محمد حافظ رجب أنه عمل بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، ولذلك لم أستطع تقبل فكرة العمل في الثقافة، وأن يرتبط رزقي ورزق أولادي بموهبتي الأدبية». واستطرد: «محمد حافظ رجب، في رأيي، كان الأكثر نضجًا، لأنه طوّر من خلال الواقعية».

منير عتيبة، مصطفى نصر، طارق الطاهر، السيد حافظ، جابر بسيوني

فيما تحدث جابر بسيوني عن كواليس الحوار الذي أجراه مع حافظ رجب في إطار ملف «الثقافة الجديدة» قبل أكثر من عشر أعوام، وكيف استطاع أن يقتحم كهفه وعزلته، بمساعدة ابنته سامية محمد حافظ، ليستمر حديثهما ست ساعات على جلستين، تطرقا فيها للعديد من الملفات في حياة رجب.

ثم سرد منير عتيبة تفاصيل المهمة التي أوكلت إليه بعمل حوار مع محمد حافظ رجب وعقد مؤتمر عنه بمختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية عام 2012 بعنوان «رائد التجديد في القصة العربية»، مستطردًا: «محمد حافظ رجب أسطورة نُسجت حولها الأساطير، ممن يغارون منه وممن يحبونه، وهذا ظلمه كثيرًا. هو ببساطة موهبة لم يتحملها الزمن».

وفي نهاية اللقاء سلّم الكاتب الصحفي طارق الطاهر شهادة تقدير باسم المبدع الراحل محمد حافظ رجب، إلى أخيه أحمد حافظ؛ الذي ألقى كلمة تحدّث فيها عن عائلة حافظ ومن قدمتهم للحياة الثقافية، بدءًا من المبدع الكبير محمد حافظ، ثم د.رمضان حافظ، د.عادل حافظ، الكاتب المسرحي السيد حافظ، والناقد أحمد حافظ.

واختتم الحديث؛ الناقد شوقي بدر يوسف، باستعراض مقتطف من كتابه المخطوط «القصة ورأس الرجل.. دراسة في عالم محمد حافظ رجب القصصي»، بيّن فيه قدر الازدواجية والتناقض الذي كانت تتعامل به الصحف والمجلات مع محمد حافظ رجب.

جانب من الحضور

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى