فنون
أخر الأخبار

مازال دورينمات يبيع 100 ألف كتاب سنويا

كتب – جمال المراغي:

اختفى جسد الكاتب المسرحي والمفكر الألماني “فريدريش دورينمات” بعدما اعتل قلبه ولم يعد يقوى على الاستمرار؛ استسلم قبل أن يتم عامه السبعين بنحو 21 يوما، اختفى الجسد ولكن فكره وإبداعه الإنساني مازال حيا ويتفوق على السابقين واللاحقين، ولأن الأرقام والمبيعات هي الفيصل، وأحد المؤشرات الدالة على ذلك، فقد توقفت الابحاث والدراسات عند حقيقة أنه وخلال ثلاثين عام مرت على رحيله عام 1990 حافظت مبيعات كتبه على معدلها الذي لا يقل عن 100 ألف كتاب سنويا، وذهبت تبحث عن أسباب ذلك.
رصدت الدراسات التي كشفت عنها عددا من المراكز البحثية مؤخرا ومنها جمعية المسرح الألماني ومركزي ميونخ للكتاب والإبداع أن حياة دورينمات الفكرية والإبداعية المستمرة تعلقت بارتباط أعماله بالقراءة المدرسية، فلا يفلت طالب من قراءة المقطوعتين الكومديتين “زيارة السيدة العجوز” أو “علماء الطبيعة” أو البوليسية “القاضي وجلاده”، وجاءت واقعية كتاباته مناسبة تماما لما يفضله الجمهور الألماني بفطرته الذي لا يستهويه الخيال كثيرا، ويرغب فمن يقتحم حياته أكثر ممن يختطفه إلى عالم آخر مثلما تفعل مؤلفتيه “الوعد” و”اللعبة الخطرة”، ويضاف إلى المدرسية والواقعية أنه ناقش قضايا هامة تتبلور أهميتها وخطورتها بمرور الزمن ومنها التطرف الديني والسباق النووي والكوارث البيئية ومسبباتها البشرية، في الوقت الذي لم تؤثر فيه جدية المناقشة على المستوى الروائي والدرامي لأعماله.
ساهم كذلك في استمرار معدل مبيعات كتب دورينمات أن أعماله الأكثر جذبا لمعالجتها مسرحيا، ليس مسرحياته فقط ولكن رواياته أيضا، وهذا الاقبال لم يتأثر بزيادة أثمان النسخ الجديدة، والمدهش أنه وخلال عام كورونا حافظ دورينمات على معدله، ومن بين كتبه الأكثر مبيعا سيرته الذاتية التي لا تكشف عن أسرار كثيرة، ربما فقط علاقته التي لم تدم طويلا بزوجته الثانية “ست سنوات”، ولكن هذا التهافت سره أن حياته لم تظهر ملامحها واضحة في أعماله كغيره من الكتاب والمبدعين.

 

موضوعات متعلقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى