أقلام وآراءالنيل 24رأيسلايدرسياسيعرب وعالممصر

لكي نفهم.. يجب أن نقرأ المشهد جيدًا

مقال بقلم العقيد/ أحمد ثروت

ما يجري في السودان اليوم ليس مجرد حرب أهلية، بل إعادة رسم لخريطة المنطقة بالنار والسلاح.

كارثة حقيقية تتشكل على حدودنا الجنوبية، لكنها لم تحظَ بالتحليل الكافي رغم أن تداعياتها قد تكون أخطر على الأمن القومي المصري من أي صراع شهدته المنطقة من قبل.

قوات الدعم السريع أعلنت سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، وهو ما يعني فعليًا بداية تقسيم السودان بين شرقٍ تابع للجيش وغربٍ خاضع لميليشيا متمردة مدعومة من الخارج.

وفي المقابل، تحوّلت الفاشر إلى ساحة جحيم مفتوحة على المدنيين:

إبادة جماعية، اغتصاب، قتل عشوائي، ومقابر جماعية وسط صمت دولي مريب يبدو وكأنه جزء من المشهد.

منذ سقوط عمر البشير عام 2019، بدأ المخطط بصراع على السلطة بين البرهان وحميدتي، وانفجر مع رفض الأخير توحيد السلاح تحت راية الدولة.

ومن هنا اشتعلت الحرب التي تلتهم السودان شعبًا وأرضًا وثروة.

التقارير الدولية تكشف عن تمويل وتسليح خارجي ضخم لميليشيا الدعم السريع، عبر شبكات تهريب ذهب ومرتزقة تدر مليارات الدولارات، بينما يسيطر المتمردون على إقليم دارفور الغني بالذهب والنفط واليورانيوم والمياه الجوفية.

من يسيطر على دارفور اليوم، يملك مفاتيح السودان غدًا، ويهدد الأمن القومي المصري من الجنوب.

فما يجري ليس صدفة، بل مشروع “دولة متمردة” جديدة على حدود مصر، تُدار بأيدٍ خارجية لخلق حزام ضغط استراتيجي على القاهرة من الجنوب كما حدث في الشمال والشرق.

ورغم هذا الصمت الدولي والتجاهل الإعلامي، فإن مصر تدرك أبعاد المشهد وتتابع بدقة ما يجري على حدودها، لأن أمنها القومي ومصالحها العليا ليسا محل مساومة.

حفظ الله السودان الشقيق، وحفظ الله مصر أرضًا وشعبًا وجيشًا.تحيا مصر

موضوعات متعلقة

زر الذهاب إلى الأعلى