كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بمناسبة عيد تحرير سيناء ٢٥ أبريل.
بسم الله الرحمن الرحيم
شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم
أتحدث إليكم اليوم في الذكرى الأربعين لتحرير سيناء الحبيبة.. تلك البقعة الغالية من أرض الوطن التي يحمل لها المصريون جميعاً في قلوبهم تقديراً لا حدود له، وينظرون إليها على أنها درة التاج المصري ومصدر فخر وشرف هذه الأمة باعتبارها الأرض الوحيدة التي تجلت عليها الذات الإلهية، وهي البقعة التي اختارها المولى سبحانه وتعالى لنزول أولى رسالاته السماوية.
فمكانتها الدينية والتاريخية لا ينازعها فيها احد وموقعها الجغرافي الفريد هو ما لفت إليها الأنظار عبر العصور المختلفة فهي ملتقى قارات العالم القديم وحلقة الوصل بين الشرق والغرب.
شعب مصر العظيم
إن يوم الخامس و العشرين من إبريل سيظل يوماً خالداً في ذاكرة أمتنا تجسدت فيه قوة الإرادة و صلابة العزيمة أكدتها أجيال أدركت قيمة الانتماء لوطنها فوهبت أنفسها للدفاع عن ترابه تلوح عالياً برايات النصر
في سماء العزة والكرامة الوطنية فتحيةً إلى كل من ساهم فى سبيل استعادة هذه الأرض المقدسة وعودتها مرة أخرى إلى أحضان الوطن الأم مصر تحيةً إلى شهداء مصر الخالدين في ذاكرتها الذين جادوا بالروح و الدم من أجل بقاء الوطن حراً أبياً و تحيةً إلى رجال الدبلوماسية المصرية الذين خاضوا معركة التفاوض بكل صبر و جلد لاستعادة الأرض الحبيبة وتحيةً إلى روح الرئيس الراحل محمد أنور السادات الذي اتخذ قراري الحرب والسلام بشجاعة الفرسان وبرؤية القائد الذي يتطلع لتوفير المناخ الآمن وتحقيق الاستقرار لشعبه وكل الشعوب المحبة للسلام إلي أن استعدنا أرضنا كاملة لنبدأ بعدها مرحلة جديدة في تعمير سيناء الغالية ليكون ذلك بمثابة خط الدفاع الأول عنها ولعلكم تلمسون حجم المشروعات التي تنتشر فوق ربوعها والتي تهدف إلى تنميتها والاستفادة من خيراتها وتحقيق الرفاهية لأهالي سيناء الحبيبة.
السيدات والسادة
إن الاحتفال بأعياد تحرير سيناء يأتي متزامناً مع العديد من المناسبات الدينية و القومية حيث يتواكب مع مرور خمسين عاماً هجرياً على انتصار العاشر من رمضان الذي مهد الطريق لعودة هذه القطعة المباركة من أرض مصر كما يأتي متواكباً أيضاً مع عيد القيامة المجيد الذي يحتفل به الإخوة المسيحيون وإني إذ أغتنم هذه المناسبة لأكرر لهم التهنئة باحتفالاتهم بأعيادهم كما يأتي متواكبا أيضاً مع قرب نهاية شهر رمضان المعظم وحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.
شعب مصر العظيم
في ظل أوضاع إقليمية ودولية بالغة التعقيد يأتي تعظيم قدرات القوى الشاملة للدولة على رأس أولويات الدولة المصرية التي استشرفت آفاق المستقبل برؤية عميقة للأحداث ونظرة ثاقبة للمتغيرات و التطورات الدولية فثبت لها يقيناً أنه من أراد السلام فعليه بامتلاك القوة اللازمة القادرة على الحفاظ عليه و من هنا فإني أتوجه بالتحية و التقدير إلى رجال جيش مصر المرابطين على كل شبر من أرض الوطن و الذين يستيقظون كل صباح على تجديد عهد الولاء لله و الوطن متأهبين دوماً للدفاع عن أمة وضعت ثقتها المطلقة فيهم و في قدرتهم على الحفاظ عليهاوبقدر اهتمامنا بقدرتنا العسكرية نمضي أيضا على خطوط متوازية نحو الارتقاء بباقي القدرات الشاملة للدولة و التي من أهمها القدرة الاقتصادية حيث نطمح لتأسيس اقتصاد وطني قوي يكون قادراً على التصدي لمختلف الأزمات لنحقق من خلاله معدلات نمو مرتفعة تستطيع توفير العديد من فرص العمل لشبابنا الطامح الساعي لتحقيق ذاته و رسم طريق مستقبله
وفي نهاية كلمتي لا يسعني إلا أن أتوجه إلى الله سبحانه و تعالى بالدعاء بأن يديم علينا نعمة الأمن و الأمان و أن يحفظ مصر و شعبها من كل مكروه و سوء.
ودائماً وأبداً
تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.